وصلتُ ولم أرَ سُليمان
وصلتُ ولم أرَ سُليمان !
د. يسرى بيطار
النشرة الدولية –
وصلتُ ولم أرَ سُليمان !
قليلًا ، قليلًا ما يحدثُ هذا !
هنا ، او هناك ، او هناك ، كان يجلس !
مَن يُسمِعُه كلمتي ليفرح ؟ أنا أعلم أنّ سُليمان يفرح بي ! ها هوَ ، بَعد خالي ، رجلٌ آخَر مات ، كان يحبّني بلا مقابل !
جالسًا على كرسيّ في الشرفة المقابلة للدير، يقرأ كتابًا أو يشعل سيجارةً أو يخاطب جارَه القديس ! البارُّ اللابس الثوب، وإنه بالإيمان يبقى حيًّا !
تراه فتدخلُ غيمةً بيضاء ، سلامًا وطمأنينة. هو عالَمٌ من الوفاء، وإن صار الغدر سمة العصر !
الثلج في (عنّايا) لم يَمنع وقوفَه ههنا في مساءات الشتاء. إنها إرادةُ الأنقياء التي لا تُغلَب !
يعلّمنا سُليمان أن المحبة لا تُجْزَأُ ، وان الوفاء لا يَقبل الاستثناء ! إنه كتابُ المحبة الصافية التي يشع نورُها على كلِّ إنسانٍ وفي كلّ مكان !
تغادِر أيها الأديب والمعلّم، حاملًا قلمًا، وجرّة عطرٍ، ومسبحة ؛ مبارَكًا بزيتٍ في السراج المقدس ؛ ترافِقكَ المحبة التي زرعتَها فأنبتَت ثمارًا أبديّة !
وبَعد يا سُليمان ،
مَن سيعلّمُ الليلَ ان الوصولَ إلى لقاء الأحبّة يُشعِلُ الطريق؟
مَن سيُدفِئ الثلجَ ليَعبر نحو الديرِ إذا دُقَّت الأجراس؟
مَن سيُطَمْئِن الدوريَّ في الشتاء؟ ويَسكبُ العطرَ المخبّأ على أوراق الكتاب؟
مَن سيَذكُرنا في الصلاة ، ويُخبر الشجرةَ أمام البيت قصةَ الفجرِ والربيع ؟
الشجرةُ الواقفة أمام البيت قالت لي : إنكَ ستفعَل !
/ يسرى /