تغيرات كبيرة في الوحدات.. والشتائم في العلن والحكماء يختفون

الهتاف للرئيس خروج عن النهج الوحداتي

النشرة الدولية – صالح الراشد –

لسنوات طوال أحاط نادي الوحدات نفسه بعدد كبير من الحكماء القادرين على التصدي للقضايا الكبيرة، وتفكيكها حتى تختفي في أروقة النادي ولا تصل لبابه الخارجي لتنتصر دوماً أهدافه الرئيسية، ليواكب النجاح مسيرة النادي الرياضية والثقافية والاجتماعية، ومع بداية العقد الثاني من القرن الجديد شعرنا بأن الحكماء يتقلصون ويبتعدون عن النادي، بعد أن تحولت الانتخابات لساحة حرب حقيقية، كثيراً ما تخرج عن النص الوحداتي الديموقراطي، كونها تعتمد على القوات المحمولة التي لا تمت لمجتمع النادي، بل تضم مشجعوا فريق كرة القدم، وهنا يكون الفارق كبير كون الوحدات بجماهيره وتاريخه وحضوره أهم من كرة القدم وبطولة هنا وأخرى هُناك، لنجد ان صراع الانتخابات في العصر الحالي لا ينتهي مع إعلان النتائج النهائية، بل يمتد طوال سنوات مجلس الإدارة الفائز بالانتخابات، وتم تدخل وزارة الشباب لحل مجلس إدارة النادي الذي ترأسه بشار الحوامدة قبل عامين، ليتم تشكيل أول لجنة مؤقتة بسبب شكوى من أبناء النادي للمرة الأولى في تاريخ الوحدات.

 

التكنولوجيا تنتصر

 

وفي العصر الحديث فقد هزمت التكنولوجيا الأيديولوجيا، وتحول العالم لقرية صغيرة لا يمكن الاختباء بين جدرانها، ليصبح نادي مانشستر سيتي الانجليزي ملكية إماراتية ونيوكاسل الانجليزي سعوي وبريستول الآخر من إنجلترا أردني وباريس سان جيرمان الفرنسي تحول إلى نادٍ قطري،  وبالتالي كان من السهل كسر الحصار الذي حاول أبناء المخيم تشيده حول النادي، وحمايته من أن يتولى إدارته أي شخص من المناطق المختلفة في الأردن، لتنتصر التكنولوجيا وتفرض قوتها وصوتها على الهيئة العامة، ليُفتح الباب أمام أبناء المناطق الأخرى في شتى مناطق الأردن، ليتولي رئاسة النادي عدد من خارج المخيم ويصبح لهؤلاء الرؤساء العديد من المعجبين والمُريدين.

 

خروج عن المألوف

 

هذه الصورة الجديدة لنادي الوحدات ساهمت في إبعاد وابتعاد بعض أبناء النادي التاريخيين عن مركز القرار، ليتحول اهتمام عدد من رؤساء النادي في القرن الجديد وأواخر القرن الماضي من بناء النادي والارتقاء به، إلى بناء الشخصية والحصول على المناصب، ونجح هؤلاء في تحويل الهتاف للرئيس بدلاً من الفرق الرياضية، لتشكل هذه الهتافات خروج عن المشهد الوحداتي التاريخي، الذي يعتمد على المؤسسة أكثر من الفرد والارتقاء باسم النادي على حساب اسم الرئيس ومجلس الادارة، وعبر تاريخ الوحدات القديم كان العمل الجماعي يسود، وينصب دوماً على النهوض بسمعة النادي قبل حسابات الربح والخسارة في المال والأصوات، ليكون هذا التغيير بداية خروج الوحدات عن أهدافه الكبيرة والتي تقزمت شيئاً فشيئاً حتى أصبحت تتمحور حول كرة مدورة تطاردها الأقدام.

 

أهداف شمولية كبيرة

 

ولا يعني ذلك تقليل قيمة كرة القدم كلعبة جماهيريه يعشقها الجميع ويتألق فيها الوحدات، ويعتبرها العديد من أبناء النادي وأعضائه في عصر التكنولوجيا طريق لإظهار عظمة النادي، متناسين دور النادي المجتمعي الذي يجب تقديمه بالتزامن مع إنجازات رياضية تساعدهم في رفعة شأن النادي، وأن لا تكون الهدف الأوحد في ظل وجود رياضات أخرى ككرة الطائرة المبدعة، والسلة التي توفيت وهي في القمة ونشاطات الكشافة والايتام والثقافة، وبالتالي فإن أهداف نادي الوحدات أكبر من تلك التي رسمتها قيادات النادي، وأهم وأشمل مما تُفكر به الاسماء التي تبحث عن زعامته وقيادته، فالرئيس الأمل للنادي صاحب الجماهيرية الأكبر هو القادر على إخراج النادي من الظلام للنور ودمجه بالمجتمع المحلي وتحسين علاقاته مع بقية الأندية، ويخرجه من مرض التوحد للعبة معينة إلى نادي رياضي شامل واجتماعي وثقافي، وللآن لم يُماط اللثام عن هذا الرئيس.

 

القيادات التاريخية

 

المشكلة الكُبرى ان القيادات التاريخية اختفت ولم يتبقى سوى الرئيس الحالي بشار الحوامده والسابق يوسف الصقور والأسبق طارق خوري وجميعهم عملوا في لجان النادي وتتلمذوا في دروبه، ويبحث كل من هؤلاء على إثبات أنه الأفضل للنادي قياساً على نتائج كرة القدم، لكن للحق لا أحد منهم وممن سبقهم من رؤساء سابقين اهتدى للطريق الصحيح لغاية الآن، وأعنى رياض عبد الكريم وفهد البياري وبهجت شهاب وسامي السيد ، والسبب ان الطريق صعب ويحتاج لعمل كبير يساهم في انفتاح النادي “الذي خرج من مقره القديم للجديد” على أبناء المنطقة التي نشأ فيها، وعليه أن يقدم نفسه كنادي ثقافي اجتماعي حقيقي، وأن يولي الأهمية الكُبرى لأبناء النادي،  كما حصل في عصر المرحوم عزت حمزة الذي وضع سياسة ارتكز عليها العديد من الرؤساء، ليكون النادي في المقدمة بإبداعات أبناء النادي ولم تهدر الإدارات حينها مبالغ مالية مرعبة لتحقيق النتائج.

 

صالونات رياضية

 

الغريب في الأيام الأخيرة ان المتابع للشأن الوحداتي وجد تفاوت في المشاعر بين الباحثين عن المناصب فيه حين يكونون في مركز القيادة وخارجها،  على الرغم أن أصل الأشياء مساندة النادي والوقوف بجواره في جميع الأوقات والأماكن، لتنشأ صالونات رياضية في أوقات شدة وعسرة فريق كرة القدم، تقوم على الإساءة للآخرين بدلاً من أن تقوم على دعم اللاعبين والإدارة وتجمع الجمهور حول الفريق وتوحد الرسالة والتوجهات، ليكون لرواد هذه الصالونات دور كبير في إلحاق الضرر النفسي بالإدارة والجهازين الفني والإداري واللاعبين، لتكون المحصلة خسارة للجميع وليس للإدارة التي تتولى المهمة الحالية.

 

نهاية مأساوية

 

ووصلت الأمور بين أعضاء مجلس الإدارة الحالي والسابق إلى نقطة حرجة، حين أصر النائب ورئيس نادي الوحدات الاسبق د. طارق خوري على استقالة عضو مجلس ادارة الوحدات الحالي ومدير نشاط كرة القدم زياد شلباية لاساءته لخوري في العلن، ولم تُفلح اعتذارات شلباية المتكررة عبر صفحات شبكات التواصل الاجتماعي وعبر صفحته الشخصية على الفيسبوك بإقناع خوري على عدم الاستمرار في القضية الحقوقية التي رفعها أمام القضاء الأردني ضد شلباية واتهمه بالشتم والذم والتحقير، وبين خوري انه على استعداد للتنازل عن القضية بشرط استقالة زياد شلباية الذي اعترف بخطئه الكبير، وكان شلباية قد وجه اساءة علنية أمام جمهور الوحدات لطارق خوري وتم تسجيل وبث سيل الشتائم والتي أغضبت خوري وعائلته.

 

 

 

المطلوب

 

ان المطلوب اليوم عودة القيادات التاريخية للنادي مع الثلاثي الجديد لايجاد الحلول، ليتفرغ مجلس الإدارة للقيام بدوره في نهضة النادي، وإعادته من الموت السريري لقمة السلة الاردنية والحفاظ على قمة الكرة الطائرة والأهم العودة بقوة لجني ثمار بطولات كرة القدم، حيث كان قريب من اللقبين الأخيرين لدوري المحترفين بفضل ما يملكه من لاعبين مميزين، لكنهم للحق افتقدوا لروح الوحدات التي ستتمكن القيادات التاريخية مع الحاليين من زراعتها في قلوب وعقول اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، وعندها سيستعيد جمهورالوحدات فريقه الذي ضل الطريق في الأوقات الصعبة، ويعود لمنصات التتويج التي اعتاد عليها مهما كانت الظروف والصعوبات حيث لم يحرز في هذا الموسم سوى كأس الأردن.

ويلعب الوقت لصالح نادي الوحدات حيث ستتوقف كرة القدم الاردنية عن الدوران في البطولات الهامة لمدة تسعة أشهر، وهي فترة كافية لعلاج الإختلالات بين المتنافسين في الوحدات، والتخلص من آثارها السلبية والبدء من جديد، لا سيما ان وزارة الشباب حددت فترتين فقط لرئاسة النادي، وبالتالي فإن المنصب سيتنقل بين الجميع لكن الوحدات سيبقى ثابت.

 

آخر الكلام:

لم تتفت إدارات الوحدات عبر تاريخها بعد الانتخابات كما حصل في السنوات الأخيرة مما يعني أن الأهداف قد تغيرت، لنجد ان الحل بتوحد الجميع أو ان الخسارة ستحيق بالجميع، فهل هناك عقلاء وحكماء في الوحدات أم أن الأمور أصبحت خارج السيطرة.؟!!

Back to top button