حطب الأمس

حنان جميل حنّا

النشرة الدولية –

جلستُ أُصلّي..

فأتاني وجهُك عابراً

يسخرُ من دندنةِ تراتيلي

يبعثرُ تأملاتي

استفقتُ لوَهج مساءاتِ الذكريات ..

التي كدتُ أنساها

أيّةُ قوّةٍ حملتك إليَّ ؟

في متونِ قلبكَ ..

لمحتُ نَعشي لسنواتٍ

يرقد في ظلمةِ ليالٍ

ضاع فيها الجَوَى

وطابتْ فيه كؤوسُ الأرق

أتحسّس ثغر الدفء بشفاهٍ باردةٍ

تلوي دروبَ السَّفر

لوحشةٍ.. لحَنينٍ

لشهابٍ يتوقف يوماً عن سَيرهِ

 

يمسحُ سَيلَ ذَرِيف مقلتي ..

راعيتُ أيامي.. و أنا أقود فلكك

كظلك معلقةً في فراغٍ عميقِ الهَوى

يستنشقُ فوضى اصطنعتُها أنا

في شتاءٍ متقلّبِ الخُطى

كمُحاربةٍ بائسةٍ..

قطَنتِ السّنوات العجاف

في نير الأعداء ..

تدور الرُّحى في محراب الهوى

لتطحنَ ماتبقّى من رمَق القلبِ

لحنٌ آخرُ يسقطُ من السماءِ

ويموتُ مع وريقاتِ الخريفِ

لله درُّك .. كفْ عن إيقادِ حطَب الأمس

ولا تقطع صلاتي ..

فأنا اليوم .. أُصلّي لأنساك

زر الذهاب إلى الأعلى