رسائل .. (٩) إلى راحل (ة) خذلتهم أم خذلوك؟

May be an image of 1 person, standing, outdoors and tree

رانية مرعي

النشرة الدولية –

ما أثقل هذه الحقيبة التي ملأتَها بالذكريات ، وسرت تمخرُ بها سنيّ الوحدة !

خطواتُك الثّكلى تمحو آثارها كي تنسى درب العودة .. فالذين فارقتهم حجزوا لك تذكرة النسيان ، وبخلوا بمراسم الوداع ، وباعوا للريح أنّات الندم ..

أنظر إلى آخر الألم .. ستنجو ! ولكنك ستكرهُ كلّ المرايا لأنها سرقَت منك وجه القمر وكحلت هاتيك العينين بسواد ليلٍ مقهور ..

اجلس قربَ نافذة الرّحيل ، وارمِ في كلّ أرضٍ بعضًا من صورك المبعثرة  .. سيجمع أشلاءَك تائهٌ جديدٌ ليرمّمَ انكساراته ..

أخافُ أن تستسلمَ للخرافات ، فتسرق منك ما تبقى من أطياف الفرح .. إيّاكَ أن تكون الضحيّة في لعبة الأيام !

احضن قلبك الدامع ، ولا تحاكم نبضه إن أجهشَ بالعتاب ، فقط أَنصت بخشوع ، هذا مخاضُ الولادة الجديدة .. ولا تخف نزفَك .. فقط ارسم بدمك المسفوك خطوطك الحمراء لوطنك الجديد ..

أيّها الراحل ..

إلى لقاء قريب في زمن الياسمين ..

هناك ينتظرك ربيع جديد لم يدنّسه عابر سبيل ..

هناك قصة بيضاء تركت لك تفاصيل القدر ، تتلهّف لاحتضانك ، وتسأل عنك القمر ..

لم ينصفك صدقك .. لكن لا تكفر به !

فقد أدّيتَ فروضه المقدّسة .. وكنتَ خيرَ العاشقين !

حماك الحبُّ ..

وصولًا آمنًا إلى دياره المُطهّرة ..

والسّلام ..

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى