بايدن يلعب بالنار .. فهل تكون نهايته مبكرة؟
بقلم: صالح الراشد
يعبث رئيس الولايات المتحدة بايدن في شتى الإتجاهات، ولا يترك منطقة في العالم إلا ويتدخل بها بصورة غير مألوفة في تاريخ الرؤساء الأمريكيين، ويبدو أن بادين لن يكمل مدة ولايته بعد أن زاد الضغوط الخارجية على الولايات المتحدة والداخلية، والأخيرة تشكل نقطة الخطر والقنبلة التي يجلس عليها وقد تنفجر به في أي لحظة، فبايدن قام بتحرير السوق الأمريكي بشكل مُطلق لترتفع الأسعار إلى الضعف والضعفين، وبالذات في مجال المشتقات النفطية والتي يعتبر الحفاظ على سعرها المتوازي قرار استراتيجي في ظل إتساع الدولة واعتمادها على الشحن والنقل عبر الشاحنات، ويهدد إرتفاع اسعار مشتقات النفط من إرتفاع جميع الأسعار بشكل متواصل، وهذا ما حصل مما يُشير إلى أن بايدن الذي تربى في الكونغرس يعلم ما يفعل ويدرك أن العواقب ستكون وخيمة، ويُعتقد أن الشارع الأمريكي سيخرج عن صبره بعد أن تضاعفت الأسعار بشكل غير مسبوق، وأصاب تأثيرها جميع شرائح المجتمع الأمريكي.
ويحث بايدن الخطى للحصول على حربه المقدسة، حتى يضع نفسه بين الرؤساء الكبار، لذا فقد تدخل بشكل متواصل في منطقتين ملتهبتين في العالم وبطريقة واحدة، فأرسل تهديد علني لكل من روسيا والحوثي ولكل من التهديدين لون وحاجة، فهدد موسكو في حال إعتدائها على أوكرانيا رغم ان الرئيس الأسبق ترامب يتهم موسكو بالعبث في الإنتخابات الأمريكية لصالح بايدن، وهدد الحوثي إذا استمر في إطلاق الصواريخ البالستية على السعودية والامارات، ليظهر الإختلاف في نوعية الحاجة للتصريحات المعلنة والتي لا تسير في إتجاه واحد، ففي الخليج العربي كان واضحا من نوعية التصريحات بأنها مدفوعة الثمن وغايتها الحصول على أموال السعودية والامارات، وبالذات بعد التلميح بإجراء لقاء مع إيران، وستحصل واشنطن على بدل مالي مقابل دفاعها عن البلدين أو بيعهما أسلحة جديدة بمليارات الدولارات، فيما تبحث عن السيطرة على القرار الاوروبي وبالذات بعد الخلاف مع فرنسا في قضية الغواصات الاسترالية وتقليم الأظافر الروسية.
لقد قَدَمَ بايدن نفسه كمنقذ للشعب الأمريكي وأنه سيقوده للرخاء الإقتصادي والأمان الإجتماعي، لذا قام الإنسانيون في الولايات المتحدة بإنتخابه وهؤلاء يشكلون عدد لا باس به، لكن يبدو ان الرئيس تراجع عن وعوده إرضاءاً للقوى الإقتصادية التي دعمته في الإنتخابات، ليرد الجميل بطريقة سمحت لهم برفع الأسعار لتتزايد ثرواتهم، وظهر هذا في ارتفاع قيمة ثروات مجموعة من أثرياء الولايات المتحدة، ليأتي الدور الآن لزيادة ثروات تُجار السلاح بإصطناع مناطق ملتهبة لبيع الاسلحة، ولا نستبعد أن تكون الاسلحة التي يستخدمها الحوثي في قصف المدن السعودية والاماراتية قد وصلتهم تحت حماية القوات الأمريكية، كما يظهر الدور الإعلامي للمؤسسات التابعة لواشنطن في تضخيم الهجمات الحوثية لممارسة المزيد من الضغط على الدولتين بإشعار جميع من فيها بالخوف، ففي عالم الإتجار بالسياسة كل شيء ممكن وقابل حيث لا محرمات في اللعبة القذرة، وواشطن أفضل ما يتولى إدارة الألعاب القذرة.