تجدد تظاهرات السودان ضد استيلاء العسكر على السلطة
النشرة الدولية –
بابتسامة تعلو وجهه، يتظاهر الشاب الملقب باسم «باشي» منذ 3 أشهر ضد استيلاء العسكر على السلطة في السودان. ويرفض العشريني همجية الجيش في التصدي للتظاهرات وقتل المدنيين الأبرياء.
وحتى اليوم يذكر باشي جيداً كيف اخترقت رصاصة صدر أحد أصدقائه في إحدى التظاهرات، ويتوقع أن يلقى المصير نفسه في أي وقت، إلا أن ذلك لم يجبره على التراجع يوماً، فيستمر الشاب بتصدر الخطوط الأمامية للاحتجاجات، مردداً:«لا مفاوضات ولا شراكة ولا شرعية»، ويطالب بحكومة مدنية تحقق مطالب الشعب.
ويضيف بقوة وجرأة: «نحن مختلفون عن الأجيال السابقة، نريد أن نكسر الحلقة، هذه الحلقة المفرغة من الانقلابات العسكرية والاستبداد لهذا السبب نتظاهر، لأننا نرغب في رؤية نهاية لهذا النهج».
إلى جانب باشي، تصر الشابة نضال على التظاهر والخروج للشارع للمطالبة بحقها في حكم مدني مستقل.
لكن نضال ليست جديدة على مثل هذه الحراكات الشبابية، فالفتاة متظاهرة مخضرمة اعتادت على رفع صوتها منذ ثورات الربيع العربي.
وتؤكد أن معاملة الجيش القاسية تجبر المتظاهرين على أن يصبحوا أكثر تنظيماً وتماسكاً. وتقول: «يقدم الجيش لنا معروفاً، كلما قتل منا أكثر ساعدنا على الالتقاء وإعادة تشكيل شعورنا القومي وتعزيز الوطنية لدينا لبناء دولة جديدة».
ورغم أنها فقدت ابن عمها في ديسمبر الماضي برصاص أحد الجنود، فإنها تشدد على أنها مستعدة للموت وستمضي في التظاهر قدماً. ومنذ ذلك الحين تنزل للشارع وتتفقد أبناء عمومتها الآخرين للتأكد من أنهم بخير وأمان.
واليوم، خرجت نضال وباشي والآلاف في تظاهرات جابت الخرطوم وأحياءها حاملين الأعلام السودانية. وطالبوا مجدداً بمحاسبة المسؤولين عن مقتل 73 متظاهراً سقطوا منذ بدء الاحتجاجات.
وكانت أحزاب سياسية وتجمعات نقابية قد دعت إلى هذه التظاهرات وطالبت بالتوجه إلى القصر الجمهوري مع الالتزام بالسلمية.
بدورها، أكدت الحكومة أن القوات الأمنية ستعمل على حماية المرافق الإستراتيجية والحيوية وتأمين المتظاهرين. كما قرر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان تجديد وقف إطلاق النار على امتداد البلاد وفي كل الجبهات. ذلك لتهيئة أجواء الاستقرار والأمان، واستشرافاً لعهد جديد يسوده السلام والطمأنينة والأمن. ووجه الرجل للجهات المختصة بوضع القرار موضع التنفيذ.
في غضون ذلك، تؤكد نضال وباشي على أن قوة مكافحة الإرهاب لن ترضخهما. ويكرر الشاب: «نحن من الطراز النخبوي في المقاومة السلمية، المذابح لن تردعنا، ولن نسمح لهم باستغلال دمائنا وعرقنا ودموعنا واستخدامها لتحقيق مكاسبهم الخاصة».
ورغم محاولات دولية حثيثة لإخراج البلاد من أزمتها، فإن الشبان لا يثقون بها ويؤكدون أن الشارع وحده هو الحل.