من يبحث عن الارتقاء.. فليبحث عن مركز جابر
النشرة الدولية –
د. نرمين الحوطي
«الارتقاء والثقافة» معادلة جدا صعبة أن تجمع في آن واحد، ولكن عندما تريد جمع الارتقاء مع الثقافة ابحث عن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
ذلك ما وجدناه ولامسناه الأسبوع الماضي عندما قام مركز جابر بتقديم «Dear Zoo» على أحد مسارحه، الجماليات كثيرة والإشكاليات أكثر التي قام بتفكيكها مركز جابر، ليقدم الحلول من خلال هذا العرض، فئة «2 – 4» تلك الفئة العمرية التي للأسف يتناساها الكثير من أهل المسرح والدراما مع العلم بأن تلك الفئة العمرية هي أساس بنية الإنسان.
Dear Zoo قصة من إحدى قصص Rod Campbell’s، كتبت للفئة العمرية «2 – 4»، عندما أحيكت للعرض المسرحي أحيكت بخيوط مبسطة ليستطيع الطفل من تلك الفئة العمرية أن يستوعبها، عرض قدم باللغة الانجليزية اختصر أحداثه بين شخصيتين «بن وسالي» اللذين يبحثان عن حيوان أليف ومن خلال دعوتهما للحديقة وعرض الحيوانات عليهما من خلال طريقة الصندوق الذي يحمل كل مرة حيوانا يختلف عن آخر، وعند الكشف عليه يقوم «بن وسالي» بالحديث من خلال الحوار بينهما بالكشف عن مميزات وعيوب ذلك الحيوان بطريقة مبسطة ومفردات محببة ولغة منغمة ليقدر أن يستوعبها الطفل ويتجاوب معها، ذلك هو مسرح الطفل الذي يفتقده الكثير من مخرجينا ومؤلفينا.
وقفة مع الجوهر وأسس مسرح الطفل وهو مشاركة الطفل «الجمهور» مع العرض المسرحي المقدم له وهذا ما حدث في Dear Zoo عندما كان يكشف عن الحيوان الذي في صندوق ومحاورة «بن وسالي» عن مميزات وعيوب الحيوان كانوا يطلبون من الأطفال أن يرددوا معهم الكلمات أو يقفوا للتصفيق أو يقفزوا، وكان الأطفال يتجاوبون «صورة فنية» مبدعة لمسرح الطفل.
وقفة مع الديكور الذي كان بسيطا ومتناغما بألوانه التي تجذب عين الطفل وترغبه بالمشاهدة والمتعة ذلك هو مسرح الطفل «الترغيب وليس الترهيب» والذي يفتقده البعض عندما يقوم بملء المسرح بالدخان الخانق ويعرض الشخصيات المرعبة التي تخيف الطفل.
وقفة مع مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، عندما يسمحون لأطفالنا وأخص الفئة العمرية «2 – 4» بالدخول للمركز ليروا بأعينهم ويغرس في نفوسهم بأن الكويت منارة الثقافة الخليجية وأن الكويت تمتلك مسارح وقاعات مجهزة للعروض المسرحية وأن الدولة تحترم آدميتهم وأن المسرح له مكانه وليس مكانه النوادي وقاعات الأفراح ذلك هو الارتقاء بالإنسان وثقافته وهذا هو مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
٭ مسك الختام: كل الشكر لجميع المسؤولين في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي على ما يقدمونه وأخص بالشكر في ذلك العرض «Dear Zoo» موظفي المركز وما قاموا به من تنظيم واستقبال لبراعم كويت المستقبل.