من أنت؟.. تداعيات اغتيال ابنة «عقل بوتين المفكر»
بقلم: د. هند جاد
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
تم مؤخرًا اغتيال ابنة ألكسندر دوجين، وهى تستقل سياراتها اللاند كروزر على أطراف موسكو، حيث تم زرع عبوة ناسفة «400 جم من مادة تى إن تى» شديدة الانفجار فى سيارتها.. مما ترتب عليه إنهاء حياتها على الفور. وقد ذكرت العديد من الأخبار أن السيارة المفخخة هى ملك ألكسندر دوجين، وليست ملك ابنته.. فى إشارة ربما لاستهدافه هو شخصيًا.
جريمة اغتيال.. تشير إلى أصابع المخابرات الأوكرانية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية.
من هو ألكسندر دوجين؟ وماذا بعد اغتيال ابنته؟ وما تداعيات هذا الاغتيال؟
دوجين هو الأب الروحى للرئيس الروسى فلاديمير بوتين. ويقال عنه إنه عقل بوتين. وهو مفكر وفيلسوف وكاتب وأديب، ويحمل الدكتوراه، وحاصل على الكثير من الجوائز، وله الكثير من النظريات السياسية، وصاحب فكر مناهض للغرب، ومن أكثر المدافعين عن روسيا الجديدة أو التيار الأوراسى الذى يسعى إلى اعادة التواجد الروسى بالمكانة التى يستحقها عالميًا. وهو يؤمن بأن روسيا يجب أن تكون فى مكان آخر.. بعيدًا عن هيمنة الغرب، ومن المؤمنين أن أوكرانيا جزء من روسيا. ولذا يصف البعض دوجين أنه صاحب فكر قيصرى. وهو من مواليد 1962 من أسرة كبيرة وعريقة، وقد عمل والده فى الاستخبارات. ولكل ما سبق.. تم وضعه فى القائمة السوداء.
سؤال آخر.. هل استهداف ألكسندر دوجين هو استهداف للرئيس بوتين؟ وما مدى تداعيات تطور هذا الوضع السياسى بين الاتحاد الأوروبى وروسيا وأمريكا؟
المتوقع الغلاء، وإلغاء بعض الاتفاقات، وارتفاع أسعار الغلال.. ويبدو أننا سنكون فى حالة حرب مستمرة لسنوات قادمة. وسوف يواصل الدولار ارتفاعه، وتأثيره على العملات، وتراجع الجنيه المصرى.
العلاقة بين السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، وأى تحرك سياسى إيجابى أو سلبى سيحدث أثرًا على المستوى الدولى.. فلا يوجد تطور اقتصادى فى غياب الاستقرار السياسى. ومن تداعيات مقتل ابنة ألكسندر دوجين مؤخرًا.. دعوة الحكومة الأمريكية لرعاياها بمغادرة الأراضى الأوكرانية، وهكذا فعلت الحكومة المصرية أيضًا..
على الشاطئ الآخر، بين إفريقيا والعالم.. ما زال يحيرنى السؤال التالي: لماذا تساوى عدة آلاف وحدة من عملتنا.. وحدة واحدة فقط من عملات الغرب خاصة الدولار واليورو والجنيه الإسترلينى.
على الرغم من أننا فى إفريقيا.. نمتلك أضخم احتياطى ذهب على مستوى العالم.
من الواضح تمامًا أن المساعدات الحقيقية لا تأتى من الغرب لإفريقيا، ولكنها تأتى من إفريقيا إلى العالم الغربى الذى يعتمد على إفريقيا فى كل ما هو ممكن استغلاله من الموارد الطبيعية. وذلك حتى يضمن الغرب أن المساعدات المجانية تستمر فى القدوم لإفريقيا للحفاظ على السيطرة على الموارد الطبيعية كمخزون استراتيجي لها، والضغط المستمر بزعزعة استقرار أغنى الدول الإفريقية وأنظمتها. ونجد أن كل ذلك مدعوم بحملات إعلانية ضخمة، تعطى انطباعًا للعالم كله بأن إفريقيا فقيرة وتحتضر، وتعيش تحت رحمة الغرب.
أحسنت مؤسسة أوكسفام واليونيسف والصليب الأحمر ومنظمة لايف أيد وجميع المنظمات الأخرى التى تعمل باستمرار على حملات إعلانية بملايين الدولارات لتصوير الأعمال الخيرية العلنية من أجل الحفاظ على تلك الصورة لإفريقيا على الصعيد العالمى. حملات إعلانية مدفوعة من قبل الأبرياء تحت الانطباع بأنهم يدفعون للمساعدة من تبرعاتهم.. بينما الحقيقة أن الغرب يعطى بيد واحدة تحت فلاشات الكاميرات، وباليد الأخرى يحصل على موارد إفريقيا الطبيعية فى السر.
نعلم جميعا أن الدولار لا قيمة له، وأن اليورو مشحون فقط بالذكاء الألمانى والتكنولوجيا، وربما بعض من المكرونة «الباستا» الإيطالى.
قمة الخداع.. أن يأتى الغرب مع ورقته الملونة بالأخضر فى مقابل الذهب والماس. تريد إفريقيا أن تشارككم بثرواتها ومشاركتها.. ولكن بأيدٍ خالية مليئة بالنزاهة والشرف.
التصور أن إفريقيا ذات الطبيعة الصحية والمزدهرة والغنية لن تشتت مواردها بالمجان، أو بتكلفة زهيدة. وهو أمر منطقى بالطبع. وبدلًا من ذلك ستبيع مواردها بأسعار السوق العالمية، والتى بدورها تقوم بزعزعة الاستقرار وإضعاف الاقتصاد الغربى القائم على نظام الوجبات المجانية لمرحلة ما بعد الاستعمار.
ذكر صندوق النقد الدولى فى العام الماضى أن 6 من أصل 10 دول إفريقية هم من أسرع الاقتصادات نموًا فى العالم بالمقارنة بمؤشرات نمو الناتج المحلى الإجمالى.وأذكر أن الخزانة الفرنسية تتلقى على سبيل المثال حوالى 500 مليون دولار سنويًا من احتياطات النقد الأجنبى من البلدان الإفريقية على أساس الديون الاستعمارية المجبرين على دفعها.
صرح الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك بأنه «يتعين علينا أن نكون صادقين، ونعترف بأن جزءًا كبيرًا من الأموال التى تأتى الى بنوكنا على وجه التحديد.. هى من استخدام موارد القارة الإفريقية». وصرح فى عام 2008 بأنه بدون إفريقيا ستنزلق فرنسا إلى مرتبة دول العالم الثالث.
هذا ما يحدث فى عالم الإنسان.. العالم الذى صنعناه.
نقطة ومن أول الصبر..
يفترض المرء أن فى التطور أن يكون البقاء للأكثر لياقة.. لكل المخلوقات فى الطبيعة. كما أن الطبيعة ستهزم أى دخيل عليها عاجلًا أم آجلًا.. حتى لا يحدث خلل فى التوازن البيئى.
قول مأثور «قُل لى من مستشارك.. أقول لك من أنت؟»