النقاط العمياء للحكومات تزيد الحياة صعوبة!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
تألف الحكومات أخطائها ولا ترى عيوبها كونها أصبحت جزء من شخصيتها، وكلما استمرت الحكومات في موقعها وتتولى ادارة شؤون الوطن تتزايد هذه النقاط، وتُغفل الحكومات رؤيتها حتى أن الشعب بدأ يتعامل مع الشخصية المتغيرة للحكومة حسب نظام العمل بالمياومة، فاليوم هي على صواب وغداً لنفس الفعل وطريقة الآداء هي مُخطئة، مما يزيد الهوة بين الحكومات والشعوب الباحثة عن التطور والنهضة بقيادات لا تدرك انها تسير على طريق بلا نهاية، مما يجعل المستقبل غامض.
إن المطلوب من حكومات دول العالم العمل على الإرتقاء لمستوى طموح الشعوب أو لتجاوز أخطاء الحكومات السابقة، لكن ما يحصل مع الحكومات الحالية أنها لم ترتقي بالشعوب ولم تُعالج أخطاء من سبقها من حكومات، لتصبح بين مطرقة الشعب المنزعج منها والصالونات السياسية التي تنبش في قراراتها، كون الحكومات جافت المنطق في عديد القرارات، وبالذات في معالجة عمليات التضخم وارتفاع الأسعار وضعف معالجة ارتدات جائحة كورونا التي تركت آثار سلبية على شتى الدول، فيما الحلول الترقيعية مجرد مخدر وقتي يزيل الألم لساعات ولا يعالج أضرار الوباء المتزايدة.
وتتزايد النقاط العمياء لكما ضعفت قدرات الفريق الوزاري، الذي سيكون فاشلاً في التأهل لدور أعلى بسبب إنخفاض منسوب اللياقة والحكمة والتخطيط في القضايا الهامة للشعب، وفي مقدمتها الثلاثية المزعجة “الصحة والتعليم والبطالة”، ولكل حكومة في هذه الركائز الأساسية أخطاء ونقاط ضعف في عمليات البناء والخطط المستقبلية، فالحكومات تعيش في مرحلتي الإنكار والمساومة فيما الشعب يعيش في حالتي الغضب واليأس.
إن المُثل العليا التي تحرك ضمير الحكومات والشعوب وتواكب التغيرات وتُعيد ترتيب الأولويات لدى الطرفين مختلفة ، بسبب افتقادهما للغة مشتركة يتواصلان بها وتسهل من مهمتهما في الوصول لطريقة تنهض بالوطن والمواطنين، وهو أمر ليس بالسهل بعد أن أصبح كل من الطرفين يعتقد أنه على صواب، بل ان الشعوب تعتقد ان الكلمات الطموحة للحكومات ما هي إلا طريقة لتعزيز أنانيتها، لذا فقد أخذ الشعوب بالبحث عن الأساطير الذين قاموا ببناء الأوطان وعملوا على نهضته والتغني بهم بصوت مرتفع، لاستنهاض همم الحكومات المتشبثة بالبحث عن معلومات معلبة جاهزة قد تناسب خصوصية الدولة، وإذا لم تكن مناسبة يحاولون تحسينها لتتناسب مع القياسات المحلية، ودوماً هذه الخطط تبوء بالفشل.
ويعتبر الكثيرون ان العودة للماضي في ظل العولمة والإنفتاح ضرب من الجنون، ولا نحتاج لإستفتاء أو متحدثين عن الشعوب ليوصلوا الرسالة بأن المواطنين محبطين وأصابتهم الحياة الجامدة في السياسة والإقتصاد والتنمية بما يفوق ” القرف” في ظل التنافس على الفوائد والمصالح ضيقة الأفق للحكومة ولرجال المال والأعمال الذين يحكمون الحكومات من الداخل ويفرضون كلمتهم، لتتحول عديد الحكومات في العالم إلى موظفين عن رأس المال القادر على رفع وخفض قيمة العمل الحكومي ورفاهية المواطنين.
آخر الكلام:
للإنصاف لا يعرف أحد الطريقة الفضلى للتغير الشمولي ولكل رأيه الذي يحتمل الصواب والخطأ، مما يعني ان الحوار بين مؤسسات المجتمع المدني والحكومات والمفكرين والفلاسفة ورأس المال قد يجعل الجميع يستدلون على النقاط العمياء ومعالجتها، وبالتالي يجدون طريق يعود بالفائدة على الجميع.