الإمارات لن تنصاع لخطر الإرهاب الحوثي الذي يستهدف شعبها… جاهزة للتصدي لأي عدوان
النشرة الدولية –
أكّد مسؤول إماراتي رفيع، الخميس، قدرة الإمارات على التصدّي لأي هجوم، مذكّرا بسعي بلاده إلى تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل مستمر. وقال إن الإمارات “تمتلك قدرات دفاعية بمستويات عالية وتسعى باستمرار لتحديثها”، مضيفا أنّ تهديد المتمردين اليمنيين لن يصبح “الواقع الجديد”.
تأتي تصريحات المسؤول الإماراتي بينما جددت الولايات المتحدة الطلب من مواطنيها إعادة النظر في السفر إلى الإمارات “بسبب التهديد بشن هجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة”، في إشارة إلى تهديدات الحوثيين الأخيرة.
وشن الحوثيون في السابع عشر من يناير/كانون الثاني الحالي هجمات إرهابية على منشآت مدنية في الإمارات هي الأولى من نوعها، متوعدين بشن المزيد وذلك على إثر تكبدهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح في محيط مدينة مأرب بعد أن استعادت ألوية العمالقة المدعومة إماراتيا، السيطرة على محافظة شبوة بالكامل.
وأعلنت الإمارات الاثنين الماضي أنّ دفاعاتها اعترضت ودمّرت صاروخين بالستيين أطلقهما الحوثيون المدعومون من إيران. ووقع الهجوم بعد أسبوع من مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على أبوظبي، في أول هجوم على الأراضي الإماراتية أكد المتمردون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون.
ويحاول المتمردون من خلال الاعتداءات الإرهابية الأخيرة اختراق حالة الاستقرار الأمني الذي تتمتع به الإمارات والذي جعل إلى جانب الاستقرار السياسي من الدولة الخليجية، واحدة من أكثر الوجهات العالمية استقطابا للاستثمارات الأجنبية.
وقال المسؤول الإماراتي الذي تحدّث لوكالة الأنباء الفرنسية مشترطا عدم الكشف عن هويته “لن يصبح هذا الواقع الجديد في دولة الإمارات. نحن نرفض الانصياع لخطر الإرهاب الحوثي الذي يستهدف شعبنا وطريقة عيشنا”.
وتابع “الإمارات العربية المتحدة باعتبارها موطنا لأكثر من 200 جنسية، تقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها. ما زلنا واحدا من أكثر البلدان أمانا في العالم وقد عزّزت الهجمات الأخيرة التزامنا بالحفاظ على رفاهية سكاننا”.
وهدّد المتمردون بأنهم سينفذون مزيدا من الهجمات على الإمارات، ما يضع أسلحتهم منخفضة الكلفة وبعضها جرى تطويره محليا بدعم من إيران وبينها الطائرات المسيرة، في مواجهة قدرات الدفاع الإماراتية.
وقال المسؤول الإماراتي إنه “بالإضافة إلى التحديثات السنوية (للدفاعات الإماراتية)، تعمل الإمارات مع شركائها الدوليين للحصول على أنظمة وتكنولوجيا متطورة لردع ومكافحة التهديدات لأمننا القومي”.
وفرضت الدولة الخليجية نفسها مركزا ماليا وللأعمال بفنادقها الفخمة وأبنيتها الحديثة وأبحاثها في مجال التكنولوجيا وسعيها إلى اقتصاد يقوم على تنويع مصادر الطاقة وطموحاتها الفضائية.
وفي شرق أوسط تعصف به النزاعات والفقر، تبرز الإمارات كواحة “أمن وأمان” للأعمال والترفيه وجسرا إلى العالم وهي المصنفة أيضا كأثر بيئة آمنة للاستثمار وقد عملت على تحديث تشريعاتها بما يتلاءم مع هذا النسق العالمي.
وفي موازاة الهجمات الأخيرة ضد الإمارات، يستهدف المتمردون بشكل متكرر المملكة السعودية المجاورة لليمن، ما تسبّب في مقتل وإصابة مدنيين وألحق أضرارا بالبنية التحتية بما في ذلك المنشآت النفطية والمطارات السعودية.
واعتبر المسؤول الإماراتي أنّ المتمردين الحوثيين “يجب تصنيفهم” على أنّهم منظمة إرهابية، موضحا “نجري محادثات مع حلفائنا في الولايات المتحدة للدفع نحو هذا التصنيف”.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق الجمهوري دونالد ترامب أدرجت الحوثيين على قائمة المجموعات الإرهابية في يناير/كانون الثاني 2021، ثم قامت إدارة خلفه الرئيس الديمقراطي جو بايدن بإلغاء ذلك، في قرار انتقدته أوساط أميركية كونه يرسل إشارات خاطئة للحوثيين.
ويريد بايدن إعادة إحياء محادثات السلام اليمنية وصولا إلى تسوية سياسية للأزمة بالتزامن مع جهوده لإعادة إنعاش الاتفاق النووي للعام 2015 الذي تحلل منه سلفه وقابلته طهران بانتهاكات خطيرة لالتزاماتها النووية، لكن إستراتيجية الرئيس الديمقراطي لم تكبح إرهاب الحوثيين ولم تنهي الانتهاكات الإيرانية.