مفاوضات “فيينا” لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني تتوقف لأسبوع والإتحاد الأوروبي يدعو لإتخاذ “قرارات سياسية”

أعلن وفد الاتحاد الأوروبي، اليوم، الجمعة، أن المفاوضات الجارية في فيينا لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني ستتوقف لفترة، ودعا الأطراف المختلفة إلى اتخاذ “قرارات سياسية”.

وكتب الدبلوماسي إنريكي مورا على تويتر “المشاركون يعودون إلى عواصمهم للتشاور والتعليمات من أجل العودة الأسبوع المقبل. القرارات السياسية مطلوبة الآن”.

وأفادت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، مساء اليوم الجمعة، بتوقف مفاوضات فيينا عدة أيام، اعتباراً من يوم غد السبت، بناء على اتفاق بين جميع الأطراف، وذلك حسب ما نقلت الوكالة عن مصدر مطلع في العاصمة النمساوية.

وأشارت الوكالة إلى أنّ المفاوضين “عكفوا خلال الأيام الأخيرة على استكمال مسودة الاتفاق، واتخاذ القرار حول بعض القضايا الخلافية”، مضيفة “المفاوضون متفقون على أنّ المباحثات ماضية إلى الأمام في مسار تقدّم على الرغم من تعقيدات بعض المسائل”.

ودعا منسق المحادثات النووية الإيرانية في فيينا، اليوم الجمعة، إلى اتخاذ قرارات سياسية “الآن” مع عودة المفاوضين إلى بلادهم، حتى الأسبوع المقبل.

وقال منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا على “تويتر” “سيعود المشاركون إلى عواصم بلادهم للتشاور وتلقي التوجيهات .. القرارات السياسية مطلوبة الآن. رحلة آمنة لجميع المشاركين”.

وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية، اليوم الجمعة، إنّ المحادثات بين إيران والقوى العالمية ما زالت صعبة، لكن هناك مؤشرات على إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وفي حديث للصحافيين بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أوضح المسؤول، بحسب ما أوردته “رويترز”، أنّ مسألة حصول إيران على ضمانات وكيفية إعادة برنامجها النووي تحت السيطرة “أمور ما زالت بحاجة إلى توضيح”.

وتستمر الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن بواسطة أطراف الاتفاق النووي، هي روسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا. وعقدت لجان الخبراء اليوم الجمعة، اجتماعات، فضلاً عن لقاءات على مستوى رؤساء الوفود.

وقال التلفزيون الإيراني إنّ كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، التقى منسق المفاوضات إنريكي مورا الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. كما من المقرر أيضاً أن يجري باقري كني مفاوضات مع كبار مفاوضي الترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مساء اليوم الجمعة.

على صعيد متصل، قال أمين لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علي عليزادة، اليوم الجمعة، إنّ “ثمة قضايا فنية تشكّل أكبر عقبات أمام التوصل للاتفاق خلال المفاوضات” في فيينا، مضيفاً أن “لا أنباء جيدة حول حل هذه العقبات”.

وأوضح البرلماني الإيراني، في مقابلة مع موقع “شفقنا”، أن “لا اتفاق كاملاً حول القضايا التقنية”، مشيراً إلى أن ّ”الطرفين لديهما مصلحة في إنجاح المفاوضات؛ ولذلك يواصلونها بشكل جاد”.

وكشف علي زادة عن “ضوء أخضر غربي” للإفراج عن أرصدة إيرانية في الخارج، مشيراً في السياق أيضاً إلى أنّ “إيران تبيع حاليا النفط بسهولة وتعيد عوائدها إلى الداخل من خلال قناة الصين (المالية) وليس قناة “إينستكس” الأوروبية”، دون أن يعلن عن ذلك في وسائل الإعلام.

وعن احتمال الاتفاق المؤقت، أشار النائب الإيراني إلى أنّ الأطراف الغربية تقدمت بمقترح حول مثل هذا الاتفاق لـ”توقف إيران أنشطة نووية لفترة وتعليق بعض العقوبات إلى أن يتم التوصل لاتفاق شامل”، قائلاً إنّ “إيران لم تعط موقفها تجاه المقترح سواء لجهة الرفض أو الموافقة”.

ويبدو “المفاوضات وصلت إلى مرحلة حساسة للغاية، ومن الصعب أن يقدر المفاوضون في فيينا على إيجاد حلول للقضايا العالقة المتبقية”، مشيرة إلى أنّ “معظم هذه القضايا مرتبط بملفي التحقق من تنفيذ الاتفاق والضمانات التي تطالب بها طهران”.

يشار إلى أنّ الحكومة الإيرانية أعلنت عدة مرات أخيراً عن أنها تبيع النفط بكميات كبيرة وتعيد عوائدها بالنقد الأجنبي إلى الداخل.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إنّ مسار مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي “إيجابي”، معلناً أنّ بلاده “تمتلك إرادة جادة للوصول إلى اتفاق جيد في أقرب وقت ممكن”.

وشدد أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، على أنّ إيران “لا تثق بحكّام البيت الأبيض”، مطالباً بضرورة “اتخاذ الطرف الغربي وأميركا إجراءات عملية وملموسة وقابلة للتحقق لإثبات نيتهما بالتوصل إلى اتفاق مستدام يعتمد عليه”.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، قد أكد، الإثنين الماضي، أنّ الاتفاق المؤقت ليس على أجندة إيران في المفاوضات، إذ تسعى بلاده إلى اتفاق مستدام.

والإثنين الماضي أعلنت إيران للمرة الأولى استعدادها لمفاوضات مباشرة مع الأميركيين، إذ أن الولايات المتحدة تشارك في المحادثات الحالية بطريقة غير مباشرة (عبر الدول الغربية الأخرى). ولكن إيران رهنت التواصل المباشر مع الأميركيين بـ”اتفاقية جيّدة”.

من جهتها أكدت الولايات المتحدة استعدادها لهذا المحادثات المباشرة و”الطارئة”. وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في اليوم نفسه إن أمام المجتمع الدولي ومجموعة الست + واحد فقط بضعة أسابيع قبل التوصل لاتفاقية جديدة.

وسمحت اتفاقية 2015 برفع معظم العقوبات عن إيران وبحدّ برنامجها النووي بشكل كبيرة، غير أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، انسحبت أحادياً من الاتفاقية في 2018، ثم بدأت المفاوضات مجدداً مع وصل الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض.

وأجريت ست جولات من المباحثات بين نيسان/أبريل 2021 وحزيران/يونيو 2021، قبل أن تعلّق لنحو خمسة أشهر، وتستأنف اعتباراً من 29 تشرين الثاني/نوفمبر.

وخلال الجولة السابعة، تحدث دبلوماسيون أوروبيون عن تحقيق “تقدم على المستوى التقني”، محذّرين من أن الوقت يضيق أمام الاتفاق، فيما قالت إيران إنها ستركز على “الضمانات” في الجولة الثامنة، ومنها عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية مجدداً، في حال تم التوصل إليها.

وأكدت طهران أن الأطراف الآخرين وافقوا على إضافة ملاحظات ونقاط جديدة طرحها وفدها المفاوض برئاسة علي باقري، الى النقاط التي تمت مناقشتها في الجولات بين نيسان/أبريل-حزيران/يونيو.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى