اضطراب الهوية الجنسية
بقلم: صباح العنزي
النشرة الدولية –
كثيرا ما تستوقفني رؤية العديد من الأشخاص ممن يعانون اضطراب الهويــة الجنسية، والمقصود به كل شخص يرفض كينونته التي خلقه الله عليها سواء كان رجلا أو امرأة، فأرى رجلا فاقدا جميع معالم الرجولة، وامرأة وقد فقدت كل معالم الأنوثة ومنهم من لا تعرف هل هو رجل أم أنثى!.
إذن دعونا نتحدث عن أسباب هذه الظاهرة الموجودة في أغلب المجتمعات سواء العربية المسلمة أو في مجتمعات دول الغرب وأصبح العديد يلقي عليها مسميات عديدة.. وهناك منظمات عالمية تطالب بالاعتراف بمثل هذه الظاهرة وتعطيها صفة الاستحقاق بحجة الحرية الشخصية مادام لا يتعدى بهذه الحرية على الآخرين ولا ينتقص من حقوقهم شيئا.
وفي الشريعة الإسلامية وأيضا في جميع الشرائع السماوية ما يؤكد أن هذا خطأ جسيم لأنه اعتراض على مشيئة الله تعالى بالخلق، فقد خلقنا إما ذكرا أو أنثى، وقال في محكم كتابه (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
وهنا أتوجه بالحديث إلى من يعاني من هذا الاضطراب بسؤالهم عن حقيقة قد تغيب عن أذهانهم: ألا تعلمون أن الله هو الخالق وهو العليم الخبير بخلقه؟
هل تعترض على مشيئة الله في الخلق وإرادته باختيار جنسك؟
ألا تعلم انه إذا اقتضت حكمة الله أن تكون بغير هيئتك التي خلقك عليها لفعل؟ ولكنه أعلم بحقيقة خلقه والهدف من وجودك في هذه الحياة فهولا يخلق شيئا عبثا لقوله سبحانه: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون)، وقوله عز وجل: (ولأضلنّهم ولأمنينّهم ولآمرنّهم فليبتكنّ آذان الأنعام ولآمرنّهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا).
اعلم أيها الشخص الكريم، أنك باختيارك تغيير جنسك والتشبه بهيئة لم يخلقك الله بها هو اعتراض على حكم الله في الخلق وإعانة للشيطان وجنوده بتحديهم لإرادة رب العالمين في بداية خلقه للإنسان.
قد يقول البعض إن ذلك يعود إلى أن إحساسه ومشاعره لا تتوافق مع بني جنسه فهو يشعر بأنه ينتمي إلى الجنس الآخر ولا يشعر بالانتماء لبني جنسه لأسباب لربما تكون مقنعة للبعض لأن هناك من الأسباب النفسية والاجتماعية التي قد ساهمت في وصول هذا الشخص إلى ما هو عليه من اضطراب في تحديد هويته الجنسية.
فالظروف التي نشأ بها هذا الشخص وبعض الأساليب الخطأ في التربية تؤثر على سلوكه وتصرفاته وبناء شخصيته فالخلل بذلك قد يعود إلى مرحله طفولته ونشأته،
وأيضا أثر البيئة الخارجية والأصدقاء والمجتمع.
إذن لا بد من تكثيف الجهود لتحديد وحصر هذه الأسباب وإيجاد الحلول بتقديم جميع وسائل الدعم النفسي لهم وإبداء التعاطف الحقيقي معهم وعدم محاربتهم ونبذهم من المجتمع، إذ لا بد من احتوائهم ومساعدتهم على التغلب على هذا الاضطراب وتقديم العلاج الدوائي والهرموني بتوجيه وتبنٍّ من هيئات طبية ومتخصصين نفسيين ومدربي حياة واختصاصيين بالإصلاح السلوكي، فإصلاح الخلل يبدأ بالتعرف على أسباب هذا الخلل وإيجاد طرق ووسائل لمعالجته.
دمتم بحفظ الله ورعايته.