النكبة الفلسطينية خنجر موجع في خاصرة العرب
بقلم: حنان الريفي

النشرة الدولية –

سنوات طويلة موجعة مرت بألم على فلسطين بشعبها الصابر الصامد على الاحتلال الصهيوني والاغتصاب للأراضي الفلسطينية ، سنوات تجاوزت الـ75 عاماً  لنكبة فلسطينية واحتلال صهيوني هو الأخير في العالم، بداية الوجع الفلسطيني العربي بدأت  في عام 1948 ، حينها تحولت أجيال  للاجئين داخل وخارج فلسطين، ورغم السنون ووجع الغربة وألم فقدان الوطن لا زال اللاجئون يحلمون بالعودة إلى ذلك الفناء الواسع، ليرون عطش شوقهم من أراضيهم وبيوتهم  المسلوبة قصرا ، والتي لم يتخلوا عن مفاتيحها الصدئة بفعل الزمن، لكن قلوبهم وعزيمتهم لم تصدأ، ليفتحوا الابواب بقلوب الحب لأرض قال عنها عنها أمير الشعراء أحمد شوقي:

وطني لو شُغلت بالخلد عنه نازعتني إليه بالخلد نفسي.

“أيامً معدودة  وسنعود”، جملة ٌ ترددت  على ألسنة اللاجئين الفلسطينيين المتمسكين بحق عودتهم الي قراهم ومدنهم التي هُجروا منها بشكل جماعي  في عام النكبة، ليغادر الوطن الأم حوالي مليون فلسطيني، ليقوم الكيان الغاصب للأرض الفلسطينية بانشاء دولة العار والإرهاب، نعم، هي النكبة ذاك المصطلح الفلسطيني الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه،  فشريد غالبية  الشعب الفلسطيني وقتل الكثيرين منه ومحو تفاصيل حياته،  لتتحول الاسماء الفلسطينية ومعالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية لمدن يهودية لا اصل لها، لتقام على أنقاض  أكثر من خمسمائة  قرية وعشرون مدينة فلسطينية رئيسية تم هدم غالبيتها وتحويل البقية لتنطق بالعبرية ، لكنهم فشلوا كون اللغة العربية حاضرة وصامدة ليكون وجودهم مؤقت كغيرهم ممن احتلوا فلسطين.

لم يشفع للفلسطينيين ممن بقوا يدافعون عن اراضيهم وعروبتهم وفلسطينيتهم، فأصبحوا منقسمين بين مصطلح فلسطيني الـ48 او ما يعرف بعرب الداخل ، فلا حقوق لهم بين الصهاينة القادمين من أجناب الارض، حتي وان حملوا الهوية الصهيونية المفروضة عليهم، فهم دما وروحا فلسطينيين مهما حاصرتهم الظروف وارتدادات النكبة الفلسطينية العربية،  فما حدث ليس خسارة عادية لأرض عربية فلسطينية، بل هي حكاية  جرح غائر لألمٍ لا زال ينزف دما ولم  يلتئم، ليتحمل ألمه الفلسطينيون في الداخل والخارج في كل لحظة ويشاركهم الهم العرب الغيورين على عروبتهم، لتقف الشعوب العربية مواقف مشرفة كلما نادت فلسطين، فيما يقف أسود فلسطين في القدس وغزة وجنين مدافعين عن حقهم في الوجود والحرية والعبادة.

ورغم الحصار والجوع والالم والموت اليومي يبقى أبناء الأرض صامدين، حالمين بالعودة التي ضمنتها اتفاقية جنيف الرابعة وقرار الجمعية رقم “194 – د” الصادر في 11 ديسمبر/كانون الأول 1948 الفقرة رقم 11 والتي تنص على وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم،وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب، وفقا لمبادئ القانون الدولي والإنصاف، أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة.

75 عاما ولا زال الشعب الفلسطيني يُحيى ذكرى نكبته المريرة ، ليثبت للعالم أجمعين ، أنه مهما مرت السنوات وتوالت الاجيال المطالبة باستعادة حقوقهم كاملة وتحرير  الارض الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني ، فالكبار يموتوا بفعل الزمن ولكن الصغار لم ولن ينسون مهما حصل، وأولي خطوات استعادة الارض والعرض يتمثل بانهاء الانقسام البغيض، وتحقيق الوحدة الوطنية  الفلسطينية الفلسطينية، فهل نشهد هذا اليوم أم سيزداد ألم النكبة ليرافقه وجع الانقسام.

الخلاصة

فلسطين عظيمة وشعبها عظيم، فهل يُنهى القادة الانقسام حتى لا يكون للآخرين حجة علينا.؟

Back to top button