روسيا تجند مرتزقة سوريين لإرسالهم إلى أوكرانيا
النشرة الدولية –
تشهد سوق الارتزاق السورية ازدهاراً ملحوظاً كلما لاحت في الأفق بوادر تصعيد على إحدى الجبهات الإقليمية والدولية التي يكون لروسيا أو تركيا علاقة بها. وكما حصل خلال السنوات الماضية، في كل من ليبيا وأذربيجان وفنزويلا حيث كانت قوافل المرتزقة السوريين تتوافد تباعاً إلى هذه الدول لحماية مصالح السياستين الروسية أو التركية مع وصول أزمات هذه البلدان إلى حافة تهددها، يبدو أن أزمة أوكرانيا التي تشهد تجاذباً متواصلاً بين روسيا والغرب، قد بدأت بتحريك أسهم المرتزقة السوريين بعدما شهدت سوقها ركوداً ملموساً خلال الأشهر الأخيرة منذ انتهاء الصراع على إقليم ناغورنو كراباخ، وذلك من أجل الدفع بها نحو قمة جديدة من الاستثمار المموّل والتوظيف الخارجي.
ومن المتوقع أن يشهد مطار التيفور العسكري خلال الأيام المقبلة وصول دفعات من مقاتلي الفيلق الرابع والخامس و”قوات النمر” التي يقودها العميد سهيل حسن (الفوج 25) بهدف إخضاعها لدورات تدريبية “خاصة”، وذلك بعدما باشرت الدفعة الأولى عمليات التدريب، منذ حوالى 10 ايام، بإشراف روسي مباشر. ومن المقرر بعد انتهاء التدريبات أن يتم إرسال المجموعات الجاهزة من طريق مطار حميميم الذي تسيطر عليه روسيا، الى مدينة روستوف الواقعة على نهر الدون، حيث قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، وفق ما ذكرت مواقع إعلامية سورية معارضة.
وفي التفاصيل ذكرت بعض هذه المواقع أنّ روسيا تخطط لنقل هذه القوات إلى منطقة دونباس للمشاركة في الحرب في أوكرانيا ويقدر عددها في المرحلة الأولى 2500 عنصر وقد يصلون إلى 4000 في مرحلة مقبلة، وذلك بموجب عقود لم تتبين طبيعة شروطها بعد، ولكن سيحصل كل عنصر على راتب شهري قدره 700 دولار أميركي وسيرتفع إلى 1200 دولار أثناء المعارك إن حصلت.
ومن بين هؤلاء المرتزقة الذين يجري تدريبهم عدد من العناصر من محافظة درعا، وفق موقع “درعا 24” الذي لم يحدد عددهم الفعلي، مضيفاً أن “هذه ليست المرة الأولى التي ترسل فيها روسيا عناصر من سوريا بعامة ومن درعا بخاصة للقتال في الخارج، وحصل ذلك إبّان حربها في ليبيا، على غرار استخدام تركيا قوات محلية سورية من المعارضة تابعة لها شمال سوريا، في ليبيا وفي إقليم كراباخ أيضاً”.
وأشارت المصادر المُطّلعة نقلاً عن ضبّاط روس، بحسب الموقع نفسه، إلى أن روسيا تعتقد أنّ إرسال المقاتلين العرب إلى دونباس في أوكرانيا سيزيل عنهم الحواجز الأخلاقية، ولن يُظهروا تردداً في المعارك التي يخوضونها كونهم يختلفون عنهم عرقيّاً ودينيّاً بحسب تعبيرهم.
وسبق لروسيا أن استخدمت سلاح “المرتزقة السوريين” في الصراع الدائر في ليبيا من أجل مواجهة التمدد التركي الذي كان السبّاق إلى اكتشاف هذا السلاح واستخدامه كرأس حربة لحماية المصالح التركية في ليبيا.
وتفيد التجربة الليبية لروسيا في استخدام سلاح المرتزقة بأن موسكو عبر أذرع محلية سورية كانت تستغلّ الأوضاع الأمنية والمعيشية التي يعيشها الشباب في بعض المحافظات السورية، وتُغريهم بالمال من أجل تجنيدهم لصالح روسيا كمرتزقة.
وكان وكلاء روسيا المحليون يركّزون على الشباب المطلوبين للأفرع الأمنية، وللخدمة العسكرية أو الفارّين منها، ويجندونهم للذهاب إلى ليبيا، من خلال إغرائهم بالرواتب العالية وبأنّهم سيرفعون أسماءهم من قوائم المطلوبين. ناهيك بحاجة الكثير من الشباب إلى المال لإعالة أسرهم في ظل الحالة المعيشية البالغة السوء التي تشهدها سوريا.
وكانت عملية التجنيد “الرسمية” تتمّ من طريق ضابط روسي، بالتنسيق مع قادة فصائل التسوية والمصالحة من العاملين مع جهاز الأمن العسكري، وكانت العقود مدتها ثلاثة أشهر حينها، قابلة للتجديد أو عقود سنوية.
وكانت روسيا قد جنّدت أعداداً من المرتزقة السوريين وأرسلتهم إلى فنزويلا لحماية منشآت النفط والمؤسسات الحكومية في ظل الصراع الداخلي بين نظام الحكم الفنزويلي والمعارضة.
وكشفت تقارير سورية أواخر عام 2020 عن قيام روسيا بجهود حثيثة من أجل تجنيد عناصر من الميليشيات التابعة لها، خصوصاً الفيلق الخامس”، لتدريبهم وإرسالهم إلى فنزويلا. وقد أكدت صحيفة “الشرق الأوسط” هذه المعلومات في تقرير منشور في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2020 كشف عن بدء شركات روسية بتجنيد شبان سوريين من مناطق سيطرة النظام السوري، لإرسالهم للقتال في الدول التي تتنازع عليها روسيا لكسب النفوذ فيها، ومنها فنزويلا.