الصفدي: الكويت سباقة في تعزيز العمل العربي المشترك… أكد أن سياستها قائمة على رأب الصدع وحل الخلافات

النشرة الدولية –

النهار الكويتية – سميرة فريمش –

قال وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي: إن اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد امس الاحد بالكويت هو اجتماع تشاوري لمناقشة التحديات التي تواجه الأمة وسبل التعامل معها.

واشار الى أن من وصفهم بالاشقاء بالكويت كانوا سباقين لتعزيز العمل العربي المشترك بتنسيق المواقف ازاء كل التحديات التي تواجه العرب.

وأوضح الصفدي في لقاء مع عدد من الصحف المحلية ان الاجتماع كان فرصة مهمة من اجل بحث جميع قضايا المنطقة، واهمها القضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية للمملكة الاردنية، وستبقى القضية الاساس، فضلا عن الجهود للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية وقضية اللاجئين وايضا القضية اللبنانية.

وأكد أن لبنان بلد عربي مهم وان الجميع معني لمساعدة لبنان للخروج من الازمة والحد من تفاقمها.

واشار الى المبادرة التي وصفها بالخيرة من الكويت، قائلاً: الاشقاء في الكويت يسيرون دائما على نهجهم في محاولة رأب الصدع وحل الخلافات، أملا ان تكون النتائج جيدة.

تواصل وحوار

وأضاف: نحن بالاردن دائما نؤكد على العمل لحل الخلافات وان يكون هناك تواصل وحوار ونحن نريد للبنان الخير، مشيرا الى ان بلده عمل على مساعدة لبنان منذ بدء الازمة اللبنانية، حيث ان الملك عبدالله الثاني وضع القضية اللبنانية في الأولوية لدى زيارته الى واشنطن العام الماضي، وجهد الاردن مستمر لمساعدة الاشقاء في لبنان على تلبية احتياجات الشعب اللبناني وعلى عدم استمرار الازمة وايضا هناك دور على اللبنانيين لمساعدة انفسهم.

حماية المصالح

وعن التقارب الاردني – السوري في هذه الفترة واذا ما كانت بلاده تؤيد عودة سورية الى مقعدها بالجامعة العربية اجاب الصفدي، نحن دولة مجاورة لسورية ولدينا 367 كيلو متراً من الحدود وفي تعاملنا مع الازمة السورية ننطلق من المنطلق الاول وهي حماية مصالحنا الوطنية كدولة جارة والتعامل مع ما يجري في سورية من منطلق ان الازمة تنعكس على الاردن بشكل سلبي ونعمل ايضا على مساعدة الاشقاء في سورية على الخروج من هذه الازمة.

واضاف: فيما يتعلق بالشق الثنائي نحن نتحدث عن الكثير من القضايا وان التهديد على الحدود بالفترة الماضية كان تهديداً ارهابيا بتواجد مجموعات ارهابية والان التهديد الاكبر وهو تهريب المخدرات حيث استشهد ضابط في القوات المسلحة الاردنية جراء هذه العمليات والان الاردن سيتخذ جميع الاجراءات التي تضمن امن بلدنا واستقرارها وعدم السماح للمهربين لتهريب هذه الافة على الاردن.

وتابع كلامه: كما هناك قضية اللاجئين السوريين حيث يصل عددهم الى مليون و800 الف سوري في الاردن، 10% فقط متواجد في المخيمات و90% الباقون منتشرون في القرى ومدن المملكة، ونحن مستمرون لتقديم ضمان توفير الحياة الكريمة لهم، لكننا نحذر من تراجع مستوى الدعم الدولي للاجئين ونؤكد ان قضيتهم لا يجب ان يتحمل عبئها الدول المستضيفة.

وأكد ان الازمة السورية يجب ان تنتهي لأن هذه الكارثة سببت الكثير من القتل والخراب وبالتالي نحن نعمل مع جميع الاطراف لايجاد افق سياسي للتوصل الى حل لهذه الازمة حيث إن الجميع يدركون ان الحل سياسي وليس عسكرياً وبالتالي نحن نؤيد هذا الحل الذي سيجب ان يخلص سورية من الارهاب ويضمن وحدتها وتماسكها ويعالج تبعاتها والذي يشمل تجميد عضوية سورية بالجامعة العربية.

وعن قضية التهريب التي تتم عبر الحدود مع سورية قال الصفدي: نتصدى لهذا الامر بجميع امكانياتنا وبحزم ونحن قادرون على حماية حدودنا ومصالحنا والقوات المسلحة نتعامل مع هذا التحدي وما يشكله من خطر وبالتالي التعامل معه سيكون بحزم.

ولفت الى انه كانت هناك محاولة لتهريب كمية كبيرة من المخدرات عبر الاردن وتصدت لها القوات المسلحة وقتلت 27 من المهربين واصيب آخرون، ونحن نتعامل معهم بحزم وبكل جدية وسيجد كل من يحاول العبث بأمن الاردن ان هناك جيشا اردنيا قويا يتعامل بحزم وبكفاءة وسيختارون ان شاء الله.

وحول تأثر الاردن بتقاربها مع سورية ضمن علاقاتها مع دول اخرى، اجاب: نحن نتعامل مع سورية من منظور التعامل مع مصالحنا الوطنية ومساعدة سورية وشعبها الشقيق وايضا العمل على ايجاد الحل الوحيد الذي يضم الجميع وهو الحل السياسي وبالتالي جميع جهودنا متسقة مع شركائنا واصدقائنا.

وبشأن دور الاردن في العودة الى طاولة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين اجاب الصفدي: بالنسبة لنا القضية الفلسطينية هي القضية الاولى والمركزية والاساس ولن تنعم المنطقة بالامن والاستقرار والسلام اذا لم يكن هناك حل عادل وشامل لهذه القضية والذي يعتمد على حد الدولتين الذي نعتقد انه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.

واضاف: ثمة تحديات كثيرة، فهناك صعوبات في المواقف السياسية وهي صعوبات ناجمة عن خطوات لا شرعية على الارض ببناء المستوطنات وتوسعتها وتهجير سكانيها وغيرها.

ونحن في الاردن مستمرون في العمل مع الجميع لايجاد افق سياسي للعودة الى طاولة المفاوضات والتقدم نحو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على حدود 1967 لتعيش بأمان وسلام الى جانب اسرائيل وفق الاجماع العربي المتمثل في مبادرة السلام العربية.

تنسيق ثلاثي

واضاف: نعمل مع الجميع لايجاد هذا الافق وننسق بشكل كبير مع مصر ومع السلطة الفلسطينية ونتحدث مع الاسرائيليين بوضوح وصراحة حول ضرورة ايجاد هذا الافق باسرع وقت لان الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر خصوصا مع تزايد التحديات الاقتصادية التي تواجه الشعب الفلسطيني الشقيق والسلطة الفلسطينية.

وتابع كلامه بالقول: الملك عبدالله الثاني تربطه علاقات قوية بالادارة الاميركية وبالرئيس بايدن وكان قد زار واشنطن العام الماضي وكانت القضية الفلسطينية في مقدمة القضايا التي طرحها هناك كما زرت انا واشنطن الشهر الماضي والتقيت مع وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن.

وموقفنا في المملكة هو العمل مجتمعين لايجاد افق سياسي واقتصادي للقضية وان يكون الافق الاقتصادي كاملا ويساعد الافق السياسي وليس بديلا عنه، ونثمن المواقف التي اعلنتها الادارة الاميركية بتمسكها بحل الدولتين ودعوتها لوقف الاستيطان ومصادرة الاراضي واحترام الارث التاريخي للقدس ونعتقد انها مواقف ايجابية يجب البناء عليها، ونحن منخرطون معها في حوار واحاديث في كيفية الانتقال الى المرحلة القادمة وجمع الاطراف على طاولة المفاوضات لتسير باتجاه الى السلام العادل .

وفيما يتعلق بقضية القدس قال: الملك عبدالله الثاني هو الوصي على المقدسات المسيحية والاسلامية وبالتالي الوضع التاريخي والقانوني المتعلق بهما واي اعتداء على المقدسات هو عمل مدان ومرفوض ويهدد بتفجير الاوضاع وكلنا نريد الحفاظ على التهدئة الشاملة ولكن يجب ايجاد افاق حقيقة لاعطاء الامل باننا نسير في السلام العادل.

Back to top button