كظِلِّ شَهِيد

الأديبة وداد الحبيب

النشرة الدولية –

من هذا الذي حشر السماوات في حلقي

حتّى نبتت أشجار اللّوز في عروقي

وسكن البحر في دمي

جبلا من الأمواج تلطم وجهي؟

 

من هذا الذي أوقد الصّمت في لغتي

وعرّاني من مرٱتي وسحب ظلّي

نسج الأراضين من شَعري

وزرعني نخلة على أبواب الشّهداء؟

 

احتضر رويدا رويدا

كشمس تولد من بطن البحر

تتساقط منّي الذكريات

شظايا الصّمت الملتهب

وشرايين الموج تكتب النّهايات.

 

من حدود الوهم…

عاد حُلمي يحمل دميتي الصّغيرة

 

كنتُ قد وجدتها ذات شروق تحت نافذة الغروب.

ألبستها المسافات

ورصّعت على جبينها ابتسامات القمر الوليد

رمقتني بدهشة شاردة

وأقفلت نوافذ السّماوات.

حملتها كألم يهرب من ظلّه

كل ليلة أغيّر ملابسها قطعا من الأمل…

أقطفها من حدائق شهيد قريتنا.

أمام كلّ بيت زرعنا الياسمين لتُدندن حروف اسمه

وحدها أمّه زرعت عمرها قنديلا لقريتنا…

لشتات المعنى…

وهشاشة الذّاكرة فينا.

زر الذهاب إلى الأعلى