ورثة الرئيس عباس!
بقلم: رجا طلب
النشرة الدولية –
لم يعد سراً أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدأ يقترب من وضع اللمسات شبه النهائية على عملية نقل السلطة إلى أحد المقربين منه في حال غيابه عن الساحة (86) عاما، وبرز خلال الأشهر القليلة الماضية بصورة لافتة اسم وزير الشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ كأحد أبرز المرشحين ليكون خليفة للرئيس الفلسطيني، وتردد في الانباء أن عباس رشح الشيخ ليكون أمينا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدلا من الدكتور صائب عريقات الذي توفي في العاشر من نوفمبر 2021 ومن المتوقع أن يتم ترسيم هذا الأمر خلال الاجتماع القادم للمجلس المركزي الفلسطيني الذي سيتخذ عدة قرارات تتعلق بالمناصب الشاغرة في المواقع الأولى في اللجنة التنفيذية لتعذر عقد المجلس الوطني الفلسطيني الذي يتولى مثل هذه التعيينات..
تسريب نية الرئيس عباس تسمية حسين الشيخ أمينا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أثار حفيظة عدد من زملاء الشيخ في اللجنة المركزية لحركة فتح ومن أبرزهم عزام الأحمد وجبريل الرجوب وتوفيق الطيراوي ومحمود العالول نائب رئيس حركة فتح الذي من المفترض أن يكون المرشح الأوفر حظا لوراثة عباس على مستوى الحركة ومستوى منظمة التحرير، وأظهرت ردود الفعل للبعض من هؤلاء أن دخول حسين الشيخ خط «الوراثة» سيخلق خلافات وتصدعات عميقة داخل الحركة أفقيا وعاموديا.
تحركات الشيخ وتحديدا مع الجانب الإسرائيلي عززت من رصيده لدى الرئيس عباس حيث نجح في اواخر العام الماضي في عقد اجتماع بين الرئيس الفلسطيني وبحضور مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج مع وزير الحرب الإسرائيلي غانتس في منزل هذا الأخير في «راس العين»، كما نجح قبل أكثر من أسبوع في عقد لقاء آخر مع وزير الخارجية يائير لبيد في بيت هذا الأخير، ولم يعد سرا أن الشيخ بات هو «الكود الفلسطيني» الذي سيتعامل معه الإسرائيليون في مجمل القضايا وتحديدا الاقتصادية والأمنية والمدنية، وهي مرحلة ستحسم تأهيله ليكون وريثا للرئيس عباس.
ورغم ذلك كله ما زال حسين الشيخ يواجه عقبات ليست بالسهلة للوصول «لسلطات الرئيس عباس المتعددة والكثيرة»، حيث أن الرئيس عباس يجمع رئاسة منظمة التحرير مع رئاسة حركة فتح ورئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية بالإضافة إلى رئاسة دولة فلسطين، وقد لا يستطيع حسين الشيخ الوصول إلى لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية التي تعتبر بالنسبة لتل أبيب المنصب الأهم لها، ومهم هنا الإشارة إلى أن كل منصب مما أشرت له «آلية قانونية» معينة من الصعب أن يحظى بها الشيخ فهو شخصية إشكالية لا تحظى بقبول شعبي سواء داخل قواعد حركة فتح أو في الشارع الفلسطيني بصورة عامة، وهي عقبة اخرى تضاف للبعد القانوني المشار إليه.
يقول الكاتب الإسرائيلي جاكي خوجي في مقال له في صحيفة معاريف عن حسين الشيخ نشرت يوم السبت الماضي (… حسين الشيخ شأنه شأن أحمد الجلبي هو مقامرة مليئة بالمغامرة، وراءه العديد من الفضائح العامة منها ما يتعلق بانتهاك الخصوصية الشخصية والتي يعرفها الجمهور الفلسطيني جيدا ويصعب عليه قبولها، قيادة السلطة الفلسطينية ككل غير محبوبة من جمهورها وحسين الشيخ ممثل مخلص لهذا النفور وينظر إليه وإلى شركائه في الشارع الفلسطيني باعتبارهم مجموعة «متغطرسة»، كل واحد منهم يعمل لبيته قبل أن يعمل لصالح شعبه)..
التنافس المحموم على خلافة الرئيس عباس بدا، ولكن نتيجته النهائية ربما يصعب توقعها فهناك عوامل اخرى إقليمية ودولية قد تدخل على خط هذا التنافس وتغير مساره في اللحظات الأخيرة..