حكومتنا ..غادروا بهدوء فقد كرهنا الصخب
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
أساطير تتنحى وتغادر بقوة قرار الشعب لعدم قدرتهم على توفير احتياجات المواطنين، وفشلهم في تغير الواقع والإكتفاء ببيع هذر الكلام والكثير من الأحلام، وللحق هم ليس أساطير تخلدهم كتب التاريخ لكنهم اعتبروا أنفسهم كذلك، معتقدين أنهم حققوا ما يعجز عنه أي إنسان آخر، رغم أنه لو تسلم منصب رئيس الوزراء أي أردني لصنع ذات الإنجازات الهُلامية المتتالية، فلا تعديل بترتيب الأولويات لديهم والتي ياتي المواطن دوماً في نهايتها، ولم يُكتب لأي من رؤساء الوزراء المتعاقبين أن يصنع الفارق الذي يُحسن حياة الشعب، بل كانت كل حقبة أسوء من سابقتها، ليتواصل الفشل الحكومي في النهضة الشمولية لنبقى على ذات الحال في أفضل الظروف، مما يؤكد ان علينا الإنتظار مطولاً حتى يتسلم المنصب من هو بحجمه، وعندها سيكون قادراً على تحقيق الحلم الشعبي من نهضة إقتصادية وعلمية وحياة أفضل.
وما يميز رؤساء الوزراء المتعاقبين ان الضرائب من رئيس لآخر تتزايد والحريات تتناقص، والبطالة ترتفع والدخل ينخفض، وكأنهم ينفذون سياسية التجويع المبرمجة بدقة، وكل منهم يؤدي دوره بمنتهي الإحترافية والدهاء، وجميعهم يظهرون على شاشات التلفاز وفي الإجتماعات بصورة الأبرياء الساعين للأفضل، لكن ما تنتجه أياديهم يُظهر العكس فيما الشعب منوم مغناطيسياً، بفضل إعلام مبرمج على رفع وخفض الحوارات والإنتقادات والثناء، لندرك انه لم يكن أي رئيس منهم بحجم الوطن، كونهم لا يدركون الحجم الحقيقي للأردن صاحب الموقع الأهم في حاضر ومستقبل المنطقة العربية والشرق الأوسط.
لقد تسابقت الحكومات في بيع مقدرات الوطن بطريقة هزلية تخلو من الإحتراف، ويبدوا أن هذه الطريقة أعجبتهم مما يعني أننا سنشهد المزيد من البيوعات في العصر الحالي وما سيلحق به في عصور الرؤساء الجدد، واكتشف الشعب بعد فترة ان هؤلاء لا يملكون إرادةً للتغير ولا فكراً للتطوير ليُطالب بتغيير الحكومات، فتذهب وجوه وتأتي أخرى والسياسة تبقى ثابتة، لنقبع في مكاننا فيما الدول التي خاضت حروباً واغتيالات وتغيّر في القيادات تسير بثقة فيما نحن نبحث عن الطريق، فأي ضياع هذا، وأين الفكر الأردني الذي أرهقنا آذان الجميع ونحن نتحدث عنه؟، ولم يكن الفشل حكومياً فقط بل رافقه فشل نيابي ساعد الحكومات ورؤسائها على بيع الأحلام للشعب، لتظل المجالس النيابية صورية غائبة مغيبة عن الواقع والآلام فتقرر كما تؤمر لا كما هي المصلحة الوطنية.
لقد رافق الفشل حكومة بشر الخصاونة كما رافق من سبقوها من حكومات حضرت وغادرت دون أن تترك آثاراً إيجابية، حيث اعتمدت الحكومات على تضخيم سياسة التجهيل لشعب يتميز بأن غالبية شبابه يحملون الشهادات العليا، فيما مارست الحكومات طريقة الكتابة على الماء، فلا يقرءاون ما يكتبون ولا يعرف أحد ماذا خطت أناملهم، ثم يُطالبون المواطنين بتلمس طريقهم والسير على خططهم التي تقوم دوماً على إسكات الشعب ومنعه من الكلام، بفضل قوانين اخترعوها لمعاقبة كل من يريد أن يٌعلق الجرس، لذا فإن افضل رسالة للحكومة بأن اتبعوا طريق من سبقوكم وغادروا بصمت بعد ان فشلتم في قيادة سفينة الوطن، ولا تصدروا ضجيجاً إعلامياً فقد كرهنا الصخب.