سفيرا الإمارات لدى واشنطن والأمم المتحدة يحضان على إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية لخنق إمداداتهم العسكرية
كتب سفيرا دولة الإمارات في كل واشنطن يوسف العتيبة، ولدى الأمم المتحدة لانا نسيبة، في صحيفة “الوول ستريت جورنال”، داعيان إلى “إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب القانون الأميركي، مما يساعد في خنق إمداداتهم المالية والعسكرية دون تقييد الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني”.
وقالا “إن المأساة كان يمكن أن تكون أكبر، حيث يمر أكثر من 32 ألف مسافر دولي عبر المطار يومياً. ويعيش أكثر من 65 ألف أميركي في الإمارات، من بين أكثر من ثمانية ملايين مقيم أجنبي من كل الدول تقريباً”.
وكان الحوثيون قد أطلقوا الأحد الماضي، دفعة جديدة من الصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة على مواقع مدنية في الإمارات، في ثالث هجوم من نوعه في الأسبوعين الأخيرين. واعترضت الدفاعات الجوية الإماراتية والأميركية معظمها في السماء، بعدما سقط بعض المسيرات في وقت سابق من كانون الثاني (يناير) في مطار أبوظبي الدولي، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مقيمين هنود وباكستاني.
وتزامنت الضربة الأحدث للحوثيين مع أول زيارة يقوم بها الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ للإمارات حيث التقى مسؤولين إماراتيين وزار جناح بلاده في معرض “إكسبو 2020”.
ودان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإدارة بايدن وأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية هذه الأعمال الإرهابية. وبحسب السفيرين: “تعكس هذا الإدانات الإجماع العالمي على أن تجاهل الحوثيين للخسائر المدنية واستهداف البنية التحتية المدنية يشكل تهديدا للسلم والأمن الجماعي”.
ولفت العتيبة ونسيبة إلى أنّه “مثل الولايات المتحدة وأي دولة أخرى ذات سيادة، سوف تتخذ الإمارات جميع التدابير اللازمة، المتناسبة والمتسقة مع القانون الدولي، للدفاع عن نفسها من مزيد من الهجمات. لكن التهديد الذي يشكله الحوثيون وغيرهم من الجهات المتطرفة وغير الحكومية التي لديها إمكانية الوصول إلى الصواريخ بعيدة المدى وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار تنذر بأزمة”.
ولاحتواء “عدوان الحوثيين”، طالب السفيرين بـ “ضغوط دبلوماسية واسعة، وعقوبات أميركية ودولية أكثر صرامة، وجهود مكثفة لمنع انتشار الأسلحة، وتطوير ونشر تدابير مضادة فعالة”.
و”كأولوية فورية”، حضا على “إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب القانون الأميركي، مما يساعد في خنق إمداداتهم المالية والعسكرية دون تقييد الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني”.
وقالا: “لقد صنف الحوثيون أنفسهم في الأساس على أنهم إرهابيون، يجب على الأمم المتحدة والولايات المتحدة وكل دولة مسؤولة أخرى ومنظمة دولية أن تفعل الشيء نفسه”.
في شباط (فبراير) الماضي، ألغت الولايات المتحدة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية “لتشجيعهم على الحد من الأعمال العدائية. وبدلا من ذلك، أصبحوا أكثر عدوانية، وصعّدوا من عنفهم ضد الأهداف المدنية”، حسبما يقول العتيبة ونسيبة.
وأوضح المقال أنه “على مدار العام الماضي، نهب الحوثيون مجمع السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية صنعاء، وخطفوا موظفين محليين، وقصفوا عمداً مستودعاً إنسانياً في اليمن، واستولوا على سفينة في البحر الأحمر تحمل إمدادات طبية. لقد رفضوا الانخراط في عملية السلام أو الاجتماع مع مبعوثي الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة. كما ضاعفوا هجماتهم الصاروخية على مدن وبلدات في السعودية”.
وأطلق الحوثيون مراراً صواريخ وطائرات مسيّرة على السعودية في الحرب المستمرة منذ ما يقارب من سبع سنوات قبل أن يوجهوا ضرباتهم إلى الإمارات في كانون الثاني.
وألقى سفيرا الإمارات مسؤولية الأزمة الإنسانية في اليمن على الحوثيين، قائلين: “عدوانهم هو الذي بدأ الحرب، وانتهكوا اتفاقيات تقليص الأعمال العدائية”.
وأشارا إلى وثائق جديدة للأمم المتحدة تظهر تحويلهم “مسار المساعدات وتجويع العائلات والمجتمعات التي يعتبرونها غير موالية بشكل كاف. وخلال كل هذا، كانت الإمارات وستظل واحدة من أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية في اليمن”.
وطالب المقال بوقف إمداد الحوثيين بالأسلحة، لافتا إلى تقرير حديث لمجلس الأمن عن تزويد إيران للحوثيين بأسلحة غير مشروعة، في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. كما أشار إلى مصادرة البحرية الأميركية آلاف الأسلحة الإيرانية متجهة إلى اليمن، فيما يتبادل “حزب الله” الخبرة مع الحوثيين في مجال الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وطالب العتيبة ونسيبة بـ”قدرات أفضل للدفاعات الصاروخية والمضادة للمسيرات”.
وكشفا أنّ أنظمة دفاع منطقة باتريوت الأميركية والأنظمة الدفاعية “حالت دون وقوع خسائر أكبر في الأرواح في ضربات كانون الثاني”. وأكدا أنّ “الإمارات ستكثف تعاونها مع الولايات المتحدة لتوسيع وتحسين هذه المظلة الوقائية لنفسها ولأصول الولايات المتحدة في المنطقة وحلفاء الخليج الآخرين”.
وشرحا أنه “يجب البدء بوقف إطلاق النار. لكن الحوثيين لا يوافقون، بل يرفضون المحادثات ويطلقون صواريخ بعيدة المدى. يستخدمون أساليب إرهابية ضد الشعب اليمني لتغذية آلة الحرب وإطالة أمدها. ووصف تقرير الأمم المتحدة نمطاً من العنف الجنسي والتعذيب وتجنيد الأطفال والاستخدام العشوائي للألغام الأرضية في المناطق المأهولة بالسكان”.
وأفاد المقال أنّ “صواريخ ومسيرات الحوثيين تستهدف الإمارات، لكن هدفهم الحقيقي هو شيء آخر. الشرق الأوسط آخذ في التغير. لقد سئم الناس الصراع والانقسام… الحوثيون وداعموهم يهاجمون رؤية جديدة للمستقبل، تتبلور في الإمارات وحول المنطقة، وتتمثل في التعايش الديني وتمكين المرأة والفرص الاقتصادية والمشاركة العالمية”.
وأضافا: “نحن ندافع عن الإمارات وطريقتنا في الحياة، ومصممون على تخفيف التوترات وخلق مستقبل مفعم بالأمل. لقد خلق فتح الإمارات لعلاقات مباشرة مع إسرائيل احتمالات جديد. نحن بصدد توسيع الجهود الدبلوماسية في جميع أنحاء المنطقة من أجل الحوار وخفض التصعيد. إطلاق نار أقل ومزيد من الحديث هو السبيل الوحيد لبناء الشرق الأوسط الذي نريده جميعًا”.