“داعش” اسرائيل يتمدد … فماذا عن “دواعش لبنان”؟

النشرة الدولية –

لبنان 24 – بولين أبو شقرا –

انانية الوصول الى الحكم دفعت ببنيامين نتانياهو للمغامرة بأمن كيانه والاتجاه نحو تأليف حكومة يرأسها تقودها في الواقع اليهودية المتعصبة المتطرفة. في اسرائيل انقسام حاد مجتمعي وحزبي وعقائدي بعد ان غامر بهم نتانياهو لحماية نفسه من الدخول الى السجن على خلفية تهم فساد، فبدأ باحراق كيانه المصطنع وتفتيت المكتسبات التي حصلت عليها اسرائيل بالتزوير والقوة والاغتصاب. ادخل نتانياهو الى حكومته اتيان بن غفير الذي يقود حزب “القوة اليهودية ” الذي اسسه اتباع “كاهانا” في العام 2012. بن غفير الذي توجه الى رئيس الحكومة السابق(المغتال) اسحاق رابين بعد توقيعه اتفاقية اوسلو مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالقول “بمقدورنا الوصول اليك” يطلق هذه المرة رصاصة على اسرائيل بالرأس، وهو مصمم على اثارة، كوزير للامن في الحكومة، انتفاضة تسمى باسمه على الفلسطينيين عبر جر الجيش الى معارك متنقلة مفتوحة. الشرخ المجتمعي في اسرائيل وقع، ولاول مرة يتهم المستوطنون في القدس بن غفير بانه المسؤول المباشر عن مقتل 8 اشخاص بسب سلوكه الانتقامي واوامره العشوائية التي تستهدف الفلسطينيين ما يشكل منعطفا خطيرا. ولا ننسى ايضا خروج مئة الف متظاهر يميني متطرف يناشدون باسم الدين والتدين بتعديلات قضائية وسلوكية في النهج لان”رسالة الرب تتطلب ذلك واليهودية تنتشر وتحكم باسلوب مغاير للذي يطبق”.

“داعش”اسرائيل يتمدد وهجرة ملحوظة معاكسة بدأت منذ فترة “فلا عيش مع متدينين متعصبين والطوق تخطى الفلسطينيين ليصل الينا” وبانتظار التطورات الدراماتيكية وسط استنفار كافة الفصائل الفلسطينية والقرارات الاسرائيلية التي تشد الخناق على المخيمات ،فان الوضع في فلسطين المحتلة في تصاعد مستمر ويتخوف الكثير من المسؤولين والمحللين من ان “الداعشية الاسرائيلية ستقضي على حلم الدولة والانجازات على مر السنين”.

وكما في اسرائيل فان الصورة ذاتها في لبنان فبعد استهداف القضاء وانقسامه وشلل المؤسسات والانهيار الاقتصادي ،يأتي العبث بالجيش الجهة الوحيدة التي تبقى محط اجماع لبناني مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية او الحزبية. وفيما تردد ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اوفد نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب الى واشنطن لاقناع المعنيين بضرورة رفع العقوبات عنه، معتبرا ان الفرصة متاحة لوصوله الى رئاسة الجمهورية طالما ان الوقت الضائع مستمر،الا ان اخطر لعب باسيل هو في احداث شرخ بالمؤسسة العسكرية. فماذا يعني اتهامه لقائد الجيش جوزيف عون بأنه يخالف الدستور والقوانين وماذا يعني ان يطالب وزير الدفاع، المحسوب على التيار، باقالة قائد الجيش؟ وهل يمكن احراق بلد ووطن من اجل الوصول الى الرئاسة؟ وما هي رسالة باسيل التي تقنع الشارع اللبناني باحقية حكمه له؟ الاصلاح والتغيير ام امن المجتمع المسيحي، ام ماذا؟ حكم باسيل لمدة اربع سنوات ولم يشهد الشارع المسيحي، قبل اللبناني عامة، اي تطور بل انهارت كل مكتسباته وامنه المعيشي، وبدل الاصلاح والتغيير انقلب المشهد الى اقصاءات داخل التيار العوني ونسف كل ما تربى عليه العونيون من اقوال للعماد ميشال عون.

زر الذهاب إلى الأعلى