“اعادة النظر” … مناورة سياسية أم قرار اخير؟
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبننان 24 –
تستمرّ تحضيرات القوى السياسية لخوض الانتخابات النيابية المقبلة التي تعتبر من أهم الاستحقاقات في هذه المرحلة، فبحسب مراقبين، ستحدّد نتائج الانتخابات المسار السياسي في لبنان للسنوات المقبلة، إذ قد تساهم في حلّ الأزمة الاقتصادية أو تعميقها، لذلك فإن القوى المحلية تجهد لبناء تحالفات مدروسة تصبّ في مصلحتها على مستوى التمثيل.
ولعل التحالف بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” يعتبر من الهواجس الاساسية المطروحة للمرحلة المقبلة، وتحديدا لمعرفة نتيجة الانتخابات، حيث أن الواقع الانتخابي سيكون مختلفاً في حال تحالف الطرفين عنه في حال انفساخ العقد بينهما، خصوصاً وأن العلاقة بين التيار والحزب مرّت في الأشهر السابقة بالعديد من الأزمات ومن الواضح أن التحالف حتى اليوم لا يبدو محسوماً!
يرى “حزب الله” ان التحالف مع “الوطني الحر” ضرورة قصوى لأنه يعتبر أن محاصرته سياسياً ستبدأ من خلال إضعاف حليفه المسيحي، وبالتالي فإن تدعيم كتلة التيار الانتخابية هو انتصار للحزب أولاً، لذلك نجد أن الحزب مهتم بترتيب أطر التحالف مع التيار اكثر من اهتمام الاخير بذلك، علماً انه سيؤمن له ضمانات كبرى في العديد من الدوائر الانتخابية.
منذ مدة والنقاش بين الوطني الحر و”حزب الله” قائم حول المصلحة الانتخابية في الدوائر والمصلحة السياسية عموماً من التحالف، ولكن حتى اللحظة لم يحسم التيار موقفه أو يعطي جواباً جازماً للحزب في هذا الخصوص، وحتى أن اسماء مرشحي التيار على اللوائح لم تبتّ بعد، ما يعني أن الحزب يترقّب في قاعة الانتظار قرار التيار الاخير ليبنى على الشيء مقتضاه لا سيما وأنه يرغب في الحفاظ على الاكثرية النيابية وغير مستسلم لخسارتها.
في المقابل، يبدو أن رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل يدرس صراحةً فكرة “اعادة النظر” في تحالفه مع “حزب الله”، لأنه يرى أن فكّ ارتباطه الانتخابي به من شأنه أن يساهم في شدّ العصب المسيحي، علماً أن “القوات اللبنانية” والمجتمع المدني قد تفوّقا على باسيل في الخطاب المعارض للحزب، وبالتالي فإن أي تمايز عن حلفائه مهما بلغت شدّته لن يمكّنه من الاستقطاب من “صحن” خصومه في الشارع المسيحي. وتتوقع مصادر مطلعة أن لا خيار امام رئيس التيار سوى التحالف مع الحزب لكنه يجد نفسه مضطراً للمناورة بهدف تحسين شروطه.
اسابيع قليلة تفصل الساحة اللبنانية عن قرار التحالفات واقفال باب الترشيحات، يضيق معها هامش القوى السياسية على المناورة وبالتالي فإن الوطني الحر مرغم على حسم موقفه في الفترة القصيرة المتبقية، ومن المتوقع أن يذهب الى تحالف شامل مع الحزب في مختلف الدوائر لخوض معركة انتخابية متوازنة ضد خصومه، اذ سيحقق التيار نحو ست نواب اضافيين في حال تحالفه مع “حزب الله” والثنائي الشيعي”!