أسبوع الوئام العالمي بين الأديان ووثيقة الاخوة الإنسانية
بقلم: د. مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
تمر الأعوام والاشهر ونستذكر فيها أبرز الاحداث في الحياة الإنسانية، ومن أبرزها عندما أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني أسبوع الوئام بين الأديان قبل احدى عشر عام في الأمم المتحدة، وتم اعتماده من قبل الجمعية العامة والاحتفال به في الأسبوع الأول من شهر شباط من كل عام.
وفي الرابع من شهر شباط عام 2019 تم التوقيع في دولة الامارات العربية « وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» من قبل شيخ الازهر الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.
إن مثل هذه المبادرات التي انطلقت من النخب على المستوى العالمي، ما هي إلا رسالة للدعوة الى التأخي والمحبة، والسلام والعيش المشترك، والتركيز على العوامل المشتركة واهم عامل هو «الانسان وانسانيته «. وعلينا العمل بدورنا على غرس وتعزيز الرسالة.
وان وجد أي اختلاف فهذا هو إطار للتنوع والتعددية، وهذه التركيبة تعد من اهم العوامل التي توجهنا وتشجعنا على ان نحترم هذا التنوع لغنى الانسان وثقافته والتعرف والمعرفة والاندماج والتشاركية في مختلف مناحي الحياة.
ولكن السؤال هنا!
ما هي المخرجات والتغذية العكسية التي انبثقت من هاتان المبادرتان وتم تطبيقها بالفعل على ارض الواقع؟؟؟
أولاً: عقد العديد والعديد من المؤتمرات وورش العمل.
ثانياً: التوصيات من المؤتمرات وورش العمل لم ينفذ منها إلا القليل.
ثالثاً: تأثيرها على المجتمعات المستهدفة ليس بالتأثير الطموح او المرغوب فيه.
رابعاً: لم يتم استثمار هاتان المبادرتان في الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي بالشكل المطلوب وخاصة ان الشباب والمرأة، وهما من اغلب مستخدمي تطبيقات الإعلام الرقمي «السوشل ميديا» وهم من الفئات المستهدفة في المبادرتان.
خامساً: لم تتبنى المؤسسات التعليمية أي من المبادرتان.
سادساً: نستذكرهم على الاغلب في الأسبوع الأول من شهر شباط.
سابعاً: البعض للأسف لا يحترمون حتى المبادئ الإنسانية والحقوقية التي طرحتها هاتان المبادرات.
ثامناً: أصبحنا أحيانا نشعر باليأس والإحباط مما يدور حولنا وخاصة ممن هم يحملون أكثر من وجه « القول شيء والفعل شيء آخر».
ومن هذا المنبر علينا تحمل المسؤولية لتفعيل وتطبيق ما جاء في هاتان المبادرتان بكل محبة وجديه في العمل، وان يكون الحوار والتفاهم المتبادل لتعزيز السلام والوئام بين كافة الناس مهما كانت دياناتهم ومعتقداتهم وثقافتهم والعمل على الانسجام والتعاون معاً لخدمة الإنسانية التي تجمعنا.
ويقول الفيلسوف والكاتب جان جاك روسو « إن القلب نفسه يدق في كل الصدور الإنسانية»