الخطف: جريمة متجدّدة على الساحة اللبنانية
النشرة الدولية –
لبنان 24 – نايلة المصري –
الطفل ريان كنعان، إسمٌ هزّ الرأي العام اللبناني في اليومين الماضيين، عقب عملية الخطف التي تعرّض لها في منطقة حالات، وتمكن فرع المعلومات من إطلاق سراحه بعد ساعات قليلة، إلاّ أن قضيته أعادت موضوع الخطف الى الواجهة، بعدما تكررت هذه الحوادث في الأشهر الماضية.
وحول هذه الحادثة، قال المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي، والسفير اللبناني السابق لدى المملكة العربية السعودية اللواء مروان زين، في حديث لـ”لبنان 24″، إن الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي، هو الذي جعل الوضع الأمني مهتزاً، وحوّل البلاد فريسة هذا النوع من الجرائم، مثنياً في هذا الإطار على الجهود الجبارة التي تقوم بها القوى الأمنية، والتي تأخذ بعين الإعتبار الأوضاع المعيشية الصعبة في البلاد، من أجل رسم خطتها لمعالجة الأمور التي تحصل.
وإذ لفت الى أن العمليات الأمنية تتكاثر في الوقت الراهن، لا سيّما عمليات الخطف في مقابل فدية، والسلب بقوة السلاح، وعمليات السرقة، توقع أن تستمرّ وتتفاقم في الأيام والأشهر المقبلة، نتيجة التأزم الإقتصادي الحاصل في البلاد.
وفي هذا الإطار، أكد الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين، رداً على سؤال لـ”لبنان 24″، أنه نتيجة الظروف التي يمرّ بها لبنان، بات واضحاً أنه في خلال السنوات الماضية، سُجّل ارتفاع في جرائم الخطف مقابل فدية مالية، وهذا وفقاً لحالات الخطف التي تمّ إبلاغ القوى الأمنية بها، في حين أن هناك العديد من حالات الخطف ، التي تبقى مجهولة حيث لا يتم تبليغ القوى الأمنية بها، وبالتالي يُعمل على حلها “حبياً” على حدّ قوله.
وأشار شمس الدين إلى أنه وبحسب أرقام “الدولية للمعلومات”، فإن عدد حالات الخطف بلغ في العام 2018 10 حالات، في العام 2019 16 حالة، 2020 27 حالة، وفي العام 2021 17 حالة.
وعن إمكان وجود خطة استباقية لدى القوى الأمنية لمعالجة هذا الموضوع، لفت زين إن القوى الامنية تضع خططا استباقية بعد ان تحدد الاحتمالات لوقوع احداث ما، و تراقب المحيط الذي يمكن ان تحدث فيه او الجهات المحتملة التي يمكن ان ترتكب ما يقع تحت طائلة القانون، إلاّ أنه في كثير من الأحيان، فان الجرائم التي تُرتكب هي جرائم فردية، حيث أن كل شخص يمكن أن يكون متهماً خصوصاً وأن مرتكب جرم الخطف يقوم بذلك بهدف الحصول على مال الفدية ويمكن ان لا تكون لديه سوابق لمراقبته مسبقا، مشدداً في هذا الإطار، إلى أنه وعلى عكس الجرائم الأخرى لا بيئة حاضنة له، وما من جهة تتبنّاه حتى اليوم، لأن مثل هذه العمليات تبقى سرّية في غالبية الاوقات.
ولفت زين إلى أن الهدف من الخطف هو الحصول على الأموال، ولذلك فان عمليات الخطف تطال المغتربين أو أشخاصاً من عائلة ميسورة، مؤكداً أن فرع المعلومات يسعى جاهداً إلى إعادة المخطوف الى أهله سالماً من دون دفع أي فدية مالية، خصوصاً وأن لديها امكانات تقنية وفنية تسمح لها بمتابعة الخطف بطريقة محترفة للوصول الى النتيجة المطلوبة، وحتى بعد دفع الفدية، فإن الأموال تُعاد الى الأهل عند عودة المخطوف.