لا تتركونا في العراء.. يا وطنيين.. ويا جمعيات
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
قام نائب، اشتهر برمي الأحذية على زملائه في المجلس، بتهديد الحكومة ضمناً، باللجوء لأدواته الدستورية، إن لم تقم بمنع إقامة تجمع في الصحراء لممارسة رياضة اليوغا!
سبق لهذا النائب أن قاد واحدة من أكثر تجارب الاستجواب بؤساً في تاريخ البرلمان، ولن يهدأ له بال طالما أن هناك من يستجيب للخائب من طلباته!
***
منذ بعض الوقت والدولة تتحول ببطء نحو التشدد والانغلاق الديني، بعكس التيار السائد في المنطقة المتجه نحو الانفتاح والمدنية. وما ذنبنا لنحرم من وسائل الترفيه البريئة، وكيف أصبحت الأمور تقاد ممن برع في ضرب زملائه من ممثلي الأمة بالأحذية والنعال، ثم يدعي التصدي لفرض الأخلاق في المجتمع، وهم الذين لا يترددون في التوسط لأقربائهم وأبناء قبائلهم، حتى لو تعلق الأمر بأمور غير قانونية، خصوصاً أنه لم يعرف عنهم، أو عمن يؤيدهم يوماً، قلقهم على وضع التعليم أو الفساد الإداري أو سوء الحالة الاقتصادية، وغير ذلك من مصائب؟!
***
لقد سلبت قوى التخلف والأحزاب الدينية حقوقنا وحرياتنا أمام سمع وبصر الدولة، وممثلي الشعب، والقوى التي تسمى بالوطنية في المجلس، وخارجه، حيث التزمت الصمت ولم تتحرك لا هي ولا جمعيات النفع العام، خصوصاً النسائية، وتبدي شديد اعتراضها للمسؤولين بالمقابلة أو من خلال وسائل الإعلام، وإبداء اعتراضها على نسف دولة الدستور، ولا أدري لماذا تركوا الساحة لهؤلاء المتخلفين ليتحكموا بنا وبمصيرنا؟ فأين وعود ومواقف وآراء مهلهل المضف وحسن جوهر وعبدالله المضف وبدر الملا وغيرهم، مع حفظ الألقاب؟
أين الجمعيات النسائية، التي لا صوت لها إلا في القضايا التي تسميها قومية. أما القضايا الوطنية الداخلية، التي تمس حرياتنا وأعز ما نملك، فإنها تكتفي بالحد الأدنى من الاحتجاج، وهي المعنية أكثر بقضية الحريات؟
أين التغريدات، أين المقابلات الصحافية والتلفزيونية، أين التصريحات المنددة بوأد الحريات، أين الاعتراض على تحولنا التدريجي إلى دولة الفتاوى، حتى في مسائل حق المرأة في الدفاع عن وطنها؟
وإذا كنا قد تحولنا إلى الدولة الدينية، بهذا الشكل المزري والمحزن، وكل هذا العداء للمرأة وللحريات، فلماذا لا نبادر ونعترف بحكومة طالبان، ونصبح أول من يقيم علاقات دبلوماسية معها؟
***
من مظاهر اختطاف القوى الأصولية لحقوقنا الإعلانات التي غطت شوارع الكويت قبل أيام تحمل صورة صبي كويتي قيل إنه امتنع عن اللعب مع غريمه الإسرائيلي في مباراة تنس دولية «للمحترفين» في دبي! وحولت الإعلانات والتصريحات والتغريدات، وحتى تغطية القبس، الصبي إلى بطل قومي!
تبين لاحقاً أنه شارك في دورة تنس مدفوعة، ولم تكن هناك مباريات لا دولية ولا للمحترفين، فكيف يحترف اللعبة من لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره؟
كما أن كل من شارك في الدورة، كان يعلم مسبقاً بوجود لاعب إسرائيلي فيها، فلم المشاركة من البداية، وتسجيل المواقف «القومية» تالياً، خصوصاً أن جداول المباريات لم تبين أية مباراة بين اللاعب الكويتي وخصمه الإسرائيلي؟
وما هي الجهة التي مولت الإعلانات التي ملأت فضاء الكويت لأسبوع تقريباً، وكلفت عشرات آلاف الدنانير؟
ولماذا تزامنت الحملة، غير البريئة، مع زيارة رئيس إسرائيل للإمارات، هذا بخلاف الإعلان الآخر عن «الانسحاب المضحك» لمخترعة كويتية من معرض «إكسبو» لأن إعلاناً نشر فيه بعنوان «لنحتفل مع إسرائيل»؟!
على فكرة، ما الذي اخترعته هذه الفتاة؟