يوم الوفاء للراحل الحسين والبيعة للملك أبو الحسين
بقلم: د. دانييلا القرعان

النشرة الدولية –

تحيي الأسرة الأردنية ذكرى الوفاء والبيعة، ذكرى الوفاء الاعتزاز والحنين للرجل العظيم المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، والبيعة للملك والقائد والأب والباني وريث السلالة الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، الذي تسلم وتقلد سلطاته الدستورية في مثل هذا اليوم من عام 1999 ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية.
“عرفت فيك، وأنت ابني الذي نشأ وترعرع بين يدي، حب الوطن والانتماء إليه، والتفاني في العمل الجاد المخلص، ونكران الذات، والعزيمة وقوة الإرادة وتوخي الموضوعية والاتزان والاسترشاد بالخلق الهاشمي السمح الكريم، المستند إلى تقوى الله أولاً، ومحبة الناس والتواضع لهم، والحرص على خدمتهم والعدل والمساواة بينهم”، بهذه الكلمات المعبرة في الرسالة الملكية الأخيرة التي بعثها الراحل الكبير المغفور له الملك الحسين الى نجله جلالة القائد والباني أبا الحسين والذي أوصاه بتقوى الله ومحبة الناس ومساعدتهم وتقديم يد العون والرحمة لهم، وبذلك فقد نفذ جلالة الملك حفظه الله جميع الوصايا في هذه الرسالة وكان نعم الملك ونعم الاب ونعم القائد.
من عام 1953 الى عام 1999 شهد هذين العامين قيام دولة اردنية بحقب زمنية مختلفة على يد ملكين شهد لهما العالم أجمع بالقيادة والحنكة والفطنة الملكية. فكانت مسيرة حياة ملكية حافلة بالعطاء والانجاز بدأها جلالة المغفور له الملك الراحل بعام 1953 وتلاها عهد الملك القائد أبو الحسين منذ 1999، فكان الأردنيين يتطلعون بفخر واعتزاز وأمل الى إنجازات أبو الحسين المعزز الذي سار على نهج آبائه وأجداده من بني هاشم في استكمال رحلة ومسيرة العطاء والتميز والبناء والتقدم رافعا الراية الهاشمية خفاقة مرفرفة بعلمها في سماء الوطن.
شهدت المملكة في عهد الراحل الملك أبو عبد الله وعهد الملك المعزز أبو الحسين سجلا تاريخيا مشرفا لمسيرة الدولة الأردنية، فبدأها الملك الراحل منذ أن نودي ملكا على الأردن واتم الثامنة عشر واقسم اليمين الدستورية عام 1953، ففي عهد المغفور له شهد الأردن مراحل مهمة، فتم تعريب قيادة الجيش الأردني عام 1956 وإلغاء المعاهدة البريطانية عام 1957 لاستكمال السيادة الوطنية، ودعم جامعة الدولة العربية بدور محوري، وعزز التعاون العربي، ودعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي كانت في عهده وعهد نجله، وحقق الأردن بقيادة الراحل جلالته انتصارا مهما وكبيرا في معركة العز الكرامة عام 1968. والكثير من الإنجازات التي سطرتها ذكراه العطرة على مر السنوات.
اليوم وبعد أن أدى جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم حفظه الله يمينه الدستورية عام 1999، يواصل جلالته مع أبناء شعبه الأردنيين مسيرة البناء والتقدم والتنمية الذي بناها جلالة المغفور له أبو الحسين وتعزيز ما بناه أجداده بني هاشم، ففي عهد جلالته حفظ الله جعل ثروة المواطن الأردني المحرك الرئيسي في التنمية والتقدم، والاستثمار به من خلال تطوير التعليم في مختلف مراحله ومستوياته. لمواطن، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة له، مثلما يؤكد جلالة الملك، أهمية تكريس مبدأ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص وتعزيز منظومة مكافحة الفساد، ويشدد دوماً على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع المؤسسات. ويتجلى حرص جلالة الملك على حماية صحة المواطنين، في متابعته تفاصيل إدارة أزمة كورونا منذ بدايتها، لتجنيبهم خطر الإصابة والحد من انتشار الفيروس.
ويقع الشباب الأردني في صُلب اهتمامات جلالة الملك، ويحظون برعايته ومساندته، كما يؤكد جلالته دوما ضرورة تحفيزهم وتمكينهم من خلال احتضان أفكارهم ودعم مشروعاتهم، لتتحول إلى مشروعات إنتاجية مدرّة للدخل وذات قيمة اقتصادية، حيث تقوم رؤية جلالته على الاستثمار في الإنسان الأردني المبدع والمتميز بعطائه. وعلى صعيد القوات المسلحة الجيش العربي والأجهزة الأمنية يوليها جلالته جل اهتمامه وحرصه، وهنالك الكثير من الإنجازات التي ما زالت تسطرها ذاكرة الوطن.

Back to top button