أوكرانيا: واشنطن لا تسعى للحرب ولا تستبعد الغزو الروسي
النشرة الدولية –
عادت طبول الحرب لتُقرع بقوّة من جديد في أوروبا الشرقيّة بالتوازي مع المساعي الديبلوماسية الناشطة لنزع فتيل حرب مدمّرة قد تُغيّر وجه “القارة العجوز”، فيما طمأنت واشنطن عدوّتها الجيوستراتيجية اللدودة موسكو أمس بأنّ الهدف من إرسال قواتها ليس إشعال حرب معها في أوكرانيا، بعدما نشرت الولايات المتحدة 3000 جندي إضافي في المنطقة.
وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لشبكة “فوكس نيوز” قائلاً: “أرسلنا قوات إلى أوروبا للدفاع عن أراضي دول منضوية في حلف شمال الأطلسي”، محذّراً من أن “تصعيداً عسكريّاً واجتياحاً لأوكرانيا قد يحصل في أي وقت”. وأردف: “نعتقد أن الروس نشروا إمكانات لشنّ عملية عسكرية كبرى في أوكرانيا، وكنّا نعمل جاهدين لتحضير ردّ”.
وأوضح سوليفان أن “الرئيس بايدن جمع حلفاءنا… لقد عزّز وطمأن شركاءنا على الضفة الشرقية وقدّم معدّات لدعم الأوكرانيين وعرض على الروس سبيلاً ديبلوماسيّاً”، بينما رأت الرئاسة الأوكرانية أنّ فرص إيجاد “حلّ ديبلوماسي” للأزمة مع روسيا “أكبر بكثير” من مخاطر تصعيد عسكري، وذلك بعد تحذيرات الإستخبارات الأميركية التي أكدت أن موسكو كثفت استعداداتها لغزو أوكرانيا على نطاق واسع.
كما كتب وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا على “تويتر”: “لا تُصدّقوا التوقعات المدمّرة. عواصم مختلفة لديها سيناريوات مختلفة، لكن أوكرانيا مستعدّة لأي تطوّر”، مضيفاً: “أوكرانيا لديها جيش قوي ودعم دولي غير مسبوق وإيمان الأوكرانيين ببلدهم. العدو يجب أن يخاف منّا”.
وقدّرت الإستخبارات الأميركية أن روسيا بات لديها فعليّاً 70 في المئة من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا، ويُمكن أن يكون لديها القدرة الكافية، أي 150 ألف جندي، لتنفيذ هجوم خلال أسبوعَيْن.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الإستخبارات الأميركية لم تُحدّد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قرار الإنتقال إلى الهجوم أم لا، موضحين أنه يُريد أن تكون كلّ الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الإنفصالي، إلى الغزو الكامل.
وحذّر المسؤولون من أنه إذا قرّر بوتين غزو أوكرانيا، فبإمكان القوّات الروسية تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة. كما حذّروا من أن النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة، إذ قد يُسبّب مقتل ما بين 25 و50 ألف مدني، وما بين 5 آلاف و25 ألف جندي أوكراني، وما بين 3 آلاف و10 آلاف جندي روسي. ويُمكن أيضاً أن يؤدّي إلى تدفق ما بين مليون وخمسة ملايين لاجئ، خصوصاً إلى بولندا.
توازياً، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز أن بلاده مستعدّة لإرسال قوات إضافية إلى دول البلطيق، وذلك قبل زيارة مهمّة لواشنطن، حيث سيسعى إلى تعزيز تأثيره في الأزمة الأوكرانية، فيما كشفت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت في وقت سابق أن ألمانيا مستعدّة لتعزيز وجودها في ليتوانيا.
لكن شولتز شدّد على رفض بلاده إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، بينما جدّد التأكيد على أن ألمانيا مستعدّة لتجميد خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” الرابط بين روسيا وألمانيا إذا غزت موسكو أوكرانيا، في وقت يُقام فيه تدريب “وينتر كامب” (معسكر الشتاء) في منطقة في إستونيا بعيدة 100 كيلومتر عن الحدود الروسية لاختبار تعاطي قوات “حلف شمال الأطلسي” مع أحوال جوّية شتائية قاسية. ويُشارك في التدريب السنوي هذا 1300 جندي بريطاني وفرنسي وإستوني، لكنّه يتّخذ شكلاً خاصاً هذا العام في ظلّ التوتّر الروسي – الغربي.