الإنسانية تتكلم
بقلم: الإعلامية المصرية منى فتحي حامد
النشرة الدولية –
الإنسانية عمل إنساني يعد من أهم سمات الحياة التي ننعم بها كأشخاص في حياتنا الدنيوية، كل منهم على حسب مقدرته وكفاءته لتطويرها والحفاظ عليها، كي تعود بالفائدة للجميع وللإنسان خاصة.
الإنسانية يحكمها الضمير الإنساني والأخلاق النبيلة والعادات الاجتماعية والسلوكية والنشأة الأصيلة والمبادئ والمثل وإعادة بناء وتكوين الفرد وتنمية مداركه الذهنية بالتعليم والثقافة، من كل ذلك تسري ملامح الإنسانية في الوجدان ونستطيع التمييز بين الصواب والخطأ، وبين الحلال والحرام، والتي تستمر معه طوال حياته.
الإنسانية تتطلب منا الحكم الدنيوي على حسب إدراكنا للأشياء وللمواقف وكيفية تعاملنا معها، تطورت على مشاعرنا سمة الإنسانية في أغلب الأحيان أو بعضها، لكنك ربما تنجح أو تفشل، أي أنه يمكنك أن تنجح في أمر ما، وأحيانا تصيبك الخيبة مقابل المعروف أو العمل الانساني الذي قدمته أو شاركت به.
تتمّ ممارسة الإنسانية عفويا وطبيعيا بحياتنا اليوميّة وتعد تعبير أو رد فعل تجاه موقف معين، متأثرا بالمجتمع والعادات والدين والفطرة للوصول إلى إرضاء الذات واحترام المجتمع للفرد وتحقيق الأهداف المراد الوصول إليها وبالتالي النجاح.
ترتبط القيم والمبادئ الخاصة بالإنسانية بنفسيّة الإنسان ومشاعره، حيث تشمل الميول والرغبات والأحاسيس التي تختلف من إنسان لآخر ومن مجتمع لآخر، وتكون القيم مُتغيّرة وليست ثابتة، مكتسبة ليست موروثة، يصعب قياسها بسبب صعوبة الظّواهر الإنسانيّة المرتبطة بها، ذاتيّة تظهر على حسب الميول أو النفور وتختلف من شخص إلى آخر حسب الزّمان والمكان، متفاوتة بمقدار النجاح و التميز ومتعددة نتيجة اختلافات الحاجات الإنسانيّة اقتصاديّا وسياسيّا واجتماعيّا ونفسيّا.
القيم الإنسانية يتم تصنيفها حسب المجال الموضوعي الذي يعبر عن رغبة الفرد في التعلّم وسعيه لاكتشاف المعلومات كالبحث العلمي والتجريب، كما توجد قيم اجتماعيّة تظهر من خلال رغبة الإنسان في تقديم المساعدة والعون و الفائدة و السرور للآخرين ولكل المحيطين كالعطف و الحنان، بالإضافة إلى قيم اقتصاديّة
تتمثّل في البحث عن الاستفادة والتربح، بجانب قيم جماليّة ه تبحث عن جمال الأشياء وتقدير الفنون وتنمية وتشجيع المواهب، هذا بالإضافة
إلى حبّ الوطن وتحمُّل المسؤوليّة والميل إلى التفوق والنجاح، الإنسانية لها أوجه متعددة، ربما تكون نابعة من ذات وضمير الشخص نفسه، وربما تظهر بشكل معين أمام الآخرين بعيدة كل البعد عن شخصية الفرد الجوهرية، بالتالي تنتج الخديعة وينمو التدليس والنفاق والرياء وعدم إفادة الآخرين.
المباديء الإنسانية لها أهمية كبيرة وعظيمة في بناء شخصيّة ناجحة ذات مبدأ، قويّة مترابطة مقدامة، مستقرة متوازنة، متأقلمة مع الظروف المحيطة، تتفادى الوقوع في الخطأ، يشعر معها الفرد بالمسؤوليّة، و تساعده على اكتساب ثقة النّاس ومحبتهم واحترامهم، سلوك يتبعه الفرد كي يثمر الفرحة بأفئدة الآخرين والعمل على مساعدتهم على قدر المستطاع حتى يمكنهم التغلب على مشكلاتهم وتخطي المحن و الصعاب التي يواجهونها و الوصول إلى الحلول المناسبة لها.