الصحف الورقية النبض الوطني الأول للأردن
بقلم: د. دانيلا القرعان
النشرة الدولية –
أثبت الاعلام الأردني متمثلا بصحافته المتينة منذ بزوغ تأسيس شمس المملكة الأردنية الهاشمية، وصولا الى عهد جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، وولي عهد الأمين الحسين أبن عبد الله والذي يأمن بأن الصحافة حرية سقفها السماء، أنه الأقدر على نقل الصورة الحقيقية لنبض الناس مستندا بذلك الى قيم الحق والتعددية العدالة والمساواة والاعتدال والوسطية والخطاب العقلاني والانصاف، ومتكئا بذلك على المهنية والحرية المسؤولة التي طالت سقف السماء.
قراءة المشهد الإعلامي الأردني وصحافته المترسخة منذ تأسيس الدولة الأردنية بين جماهيريته الواقعية والمنشودة والتزامه بالثوابت الوطنية والقواعد المتمثلة في الاعتزاز بالهوية القومية للشعب الأردني نسبا وانتماء إلى الأمة العربية والإيمان بالإسلام دينا للدولة وحضارة وثقافة للشعب الأردني الأصيلين مسيرة وطنية تجسد استمرار التلاحم بين القيادة والشعب وهي من أهم الضمانات لتحقيق الاهداف الوطنية والقومية والإنسانية الذي نهجته الدولة الأردنية وفق مضمون الديموقراطية بتعزيز وتأكيد حقوق الانسان المعترف بها دوليا وإنسانيا وضمان حقوق المواطنة التي كفلها الدستور الاردني بقيادته الحكيمة في ظل حكم الهاشميين للأردن منذ تأسيس إمارة شرق الأردن في 11 أبريل 1921 على يد الأمير عبد الله بعد الثورة العربية الكبرى التي قادها والده الحسين بن علي، حيث ارتبطت نشأة الصحافة في الأردن ارتباطاً وثيقاً بالملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين إذ أدرك الملك المؤسّس بحسّه الأدبي ووعيه السياسي أن الصحافة رافعة مهمة في مساعيه لتجسيد مبادئ النهضة العربية الكبرى، وأن لها دوراً كبيراً في التواصل والاتصال والتنوير والتوعية وحشد الرأي والتأييد.
أزمة عميقة تحاوط الصحف الورقية تتمثل بتحديات مالية وإدارية وتسويقية، انعكست سلبا بفترة من الفترات على الكوادر الصحفية والإعلامية والإدارية والفنية، وبتالي حتما ستؤثر على المنتوج الإعلامي ورسالته الخالدة منذرة بمستقبل لا نعلم خفاياه ويحدد استمرارية هذه الصحف الوطنية، الأمر الذي يحتم على الجميع أن يستنهض كافة الأطراف المعنية ووضعها أمام مسؤوليتها الوظيفية والأخلاقية والوطنية من خلال تشخيص المعضلة والوقوف على أسبابها وسبل تذليل العقبات التي تواجهها.
يجب النهوض بأي مشكلة تتعلق بالصحف الورقية حتى لا نجد أنفسنا يوما أمام كارثة انهيار هذه القلاع الإعلامية والصحفية الوطنية العريقة، والتي أثبتت لنا خلال فترات المحن التي عصفت بمنطقتنا وأردننا الحبيب بأنها كانت وما زالت وستبقى بإذن الله الصوت الوطني الصادق، وجزء لا يتجزأ من أمن الدولة الأردنية والدرع والجبهة الإعلامية المتقدمة للذود عن حمى تراب الوطن في الوقت الذي أصبح فيه الاعلام وقمة هرمه الصحافة الورقية مرتكزا أساسيا في توجيه الرأي العام في عالم بات مضطرب بأحداثه.
تواكب الصحافة الورقية في الماضي وفي الحاضر همة قائد البلاد العالية ويقظة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة الجيش العربي رباطة جأش شعبنا الأبي بمسؤولية قل نظيرها للحفاظ على ثرى الوطن وانجازاته والمضي بسفينته الى بر الأمان بقيادة ربانها جلالة الملك المعظم عبد الله الثاني مع رجالات الوطن الأوفياء وصحافته المنتمية والمنحازة الى ضمير شعبنا ومصالح وطننا وأمتنا العربية والإسلامية.
يجب النظر الى الصحف الورقية « الصحافة الورقية « الى أنها مشاريع وطنية عملاقة تقدم منتجا إعلاميا ومدرسة بالفكر وتبث رسائل للرأي العام الداخلي ويسق الأردن خارجيا، ويواجه الهجمات الإعلامية المغرضة التي تستهدف أمن وسلامة البلاد التي توازي بتأثيرها في عالم اليوم قوة المدفع والرصاصة والطائرة، لا أن ننظر لها ونتعامل معها بسطحية وبلغة الأرقام ومقياس الربح والخسارة، وأنها مجرد شركات مساهمة تنتج سلعا استهلاكية. نتمنى ان تدوم صحفنا اليومية لأنها النبض الحي والمدافع الشرس عن الوطن ومقدراته، والتي تحمل في طياتها رسالة وطن عبر مسيرة كانت وما زالت مليئة ومثقلة بالأحداث.