كلهم أولياء أمور المرأة
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
فجأة الجميع ممن يحمل نهجاً متشدداً، او فكراً منغلقاً، بدأ يمارس رغبته وهوايته بأن يصبح ولي أمر كل النساء، متناسياً أن المرأة الكويتية، وقبل عقود من الزمن، رفضت الوصاية، وثارت ضد القمع، وحاربت لأجل حقها، في التعليم والحرية والمساواة والحق السياسي.
ومن يومها، والمرأة اصبحت عقدة لدى البعض، يخرجها على المجتمع متى ما شعر أن نجمه الاعلامي أفل، اثارها طمعاً ببعض «الشو» والضجة، وربما ترضية لبعض قواعده الانتخابية التي تشابهه بالفكر المتشدد.
متى يعي هؤلاء، ان زمن الوصاية ولّى منذ سالف الأزمان، بل اننا لم نشهده في الكويت التي اعتادت على الانفتاح على الثقافة والفنون والمسرح والرياضة وغيرها، وكانت مقراً للكثير من الفعاليات الداعية للفرح والترفيه والتثقيف والتنوير.
متى يعي بعض الخارجين عن توجهات المجتمع، ان المرأة ليست عورة يجب تغطيتها، وليست عاراً يجب اخفاؤه.
متى يعي هؤلاء، ان المرأة، انسان ومواطن له كل الحرية والحق اللذين كفلهما الدستور، شأنها شأن الرجل.
وحديثي ليس لنائب أو غيره، بل عن حالة طارئة تسعى لتغطية فشل سياسي بإثارة موضوع ذي جدل، فقط لإثبات الوجود، بل حديثي، لنهج اصبح متكرراً بكثرة أخيراً، نهج يمارسه أصحاب التشدد، وللأسف ترضخ لهم الحكومة بتراخ، خشية ان تخسر صوتا أو اثنين في تصويتات المجلس، أو خشية صعود أحد أعضائها المنصة.. حكومة مرتجفة من أي ممارسة سياسية، فترضخ حتى لو كان في الأمر «دوس» في بطن الدستور والحريات التي كفلها.
للأسف، اصبح كل ما يضيق على المرأة الخناق، يفتح شهيتهم للمزيد من المطالبة بالتشدد والعودة لزمن الوصاية، مطعمين حديثهم بالدين والعادات والتقاليد، بينما جل ممارساتهم قد لا تمت لعاداتنا ولا لتقاليدنا بصلة، وهي اساءة للدين اكثر من كونها حماية له، فأي عادات وتقاليد هشة هذه التي تهزها نسمة هواء تشمها المرأة في البر وهي تمارس رياضة ما؟!
مسلسل طويل من ممارسات التشدد والتطرف يحاول البعض تطبيقه على المجتمع، يظهر تارة ليعترض على الوان يلعب بها الاطفال ببراءة، أو دعوة لإغلاق نتفليكس، أو الغاء الحفلات، وان افلسوا اتجهوا نحو المرأة دون أن يفقهوا أبسط أساسيات المساواة، فهل لو كانت الدعوة للرجال كان سيطالب أي نائب بوقفها!
وتناسى هؤلاء المتشددون، ان المرأة التي ناضلت لنيل حقها بالتعليم، حصلت عليه وذهبت ببعثات للخارج وعادت للكويت لتكون مدعاة فخر، ونموذج يحتذى به، والمرأة التي يريدون سلبها كل حقوقها، ناضلت وقاومت مع الرجل أثناء الغزو العراقي، واطفأت الآبار، وقادت، وما زالت، التنمية والتعليم والاستثمار والتجارة وغيرها.. فهل هذه المرأة بالفعل ممكن أن تشكل خدشاً في العادات والتقاليد؟!
واي حق هذا الذي يخول شخص ما، أياً كانت صفته، بأن يمنع المرأة من ممارسة نشاط رياضي أو أي نشاط آخر طالما ليس مخالفاً للقانون. ومن نصَّبهم ولاة لأمرنا، فلو رضخنا ورضينا، سنصحو يوماً ما.. وقد تكون المطالبة وقتها بعدم خروج المرأة للشارع حتى لا تخدش العادات التي يريدون تفصالها لنا.. ولا ننسَ كيف كانت المقترحات بإعطاء المرأة راتبا دون عمل.. حتى تبقى خارج دائرة العمل وتطوير الذات.