لهذه الأسباب روسيا لن تغزوا أوكرانيا
بقلم: صالح الراشد
يقف العالم على شفير حرب عالمية قد تتسبب في فناء الكرة الأرضية، هذه هي الصورة التي تترسخ في الفكر البشري بسبب الأحداث الجارية في القارة الأوروبية جراء التهديد الروسي لجارتها أوكرانيا، هذا الخوف يجتاح جميع الدول ويجعلها تبحث إلى أي جانب ستقف، لكن هل هذه الصورة حقيقية أم مجرد خداع لإخفاء الغاية الرئيسية مما يجري؟، ففي البداية فإن القارة الأوروبية عانت ويلات الحرب العالمية الأولى ثم عادت وعانت الأمرين من الحرب العالمية الثانية، لذا لن تجرؤ على الدخول في حرب ثالثة، فقد أدركت جميع دول القارة انها الخاسر الوحيد مهما كانت نتائج الحروب.
فما الذي يجري، وهل ستخوض دول غرب القارة العجوز الحرب لأجل أوكرانيا؟، وهل ستشعل موسكو الحرب أم أنها تعمل على توفير غطاء لما جرى؟، نعم، ما جرى وهو ما صرح به رئيس الولايات المتحدة الأسبق ترامب، حين اتهم موسكو بالعبث بالإنتخابات الأمريكية ومنح كرسي الرئاسة لبايدن، وهل ما يجري محاولة لتغطية كارثة كورونا التي فاقت الخيال وتسببت في دمار إقتصاد العديد من الدول لا سيما أن مسلسلها قارب على النهاية؟، لذا أتوقع ان الحرب لن تقع، فأوروبا غير قادرة على مواجهة روسيا وتدمير ذاتها بنفس الوقت كون الحرب ستكون شاملة لجميع مناطق القارة، فيما الولايات المتحدة تقطف ثمار الحرب كونها بعيدة عن مركز الصراع.
لقد احتلت الولايات المتحدة الدول الأوروبية أول لنقل فرضت هيمنتها، بإسالها لالاف المقاتلين والالاف الأطنان من الأسلحة المدمرة لتهديد روسيا، ولتسافر الطائرات الأمريكية مسافات بعيدة من أجل الهدف المُعلن بصد روسيا في حال هجومها على أوكرانيا، والغريب ان هذا الحشد البعيد عن واشنطن رغم المسافة الفاصلة بين الولايات المتحدة وروسيا لا تتجاوز الأربعة كيلو متر، وهو عرض مضيق “بيرينغ” الفاصل بين جزيرة ديوميد الكبرى الروسية وديوميد الصغرى الأمريكية، فلماذا هذا الإستعراض؟، فهل هو لتثبيت بايدن ونفي تهمة التدخل الروسي في الإنتخابات، أم أنه قد آن الأوان ليقدم بايدن أوكرانيا على طبق من ذهب لروسيا بإشعال الموقف ومنح موسكو الذريعة الكُبرى لغزو أوكرانيا.؟
واختلفت المواقف العالمية حول ما يجري، فالصين تريد من روسيا إحتلال أوكرانيا حتى تجد المبرر لإحتلال تايوان، والغرب يرتعب من قطع الإمداد الروسي من الغاز لذا لا زال يُعلن تمسكه بالحلول السلمية، فيما يبقى الرهان على من سيدفع كُلفة الحرب بعد الإرتفاع المتوقع للنفط، وهل سيكون دور العرب تمويل من يُحارب روسيا؟، تحت شعار الإلتزام بالإتفاقات العسكرية، كما أن الدولة العميقة التي تُسير جميع رؤساء القارة الأوروبية والولايات المتحدة، تريد طريقة لإشغال العالم بحرب جديدة بعد حرب كورونا التي اشعلوها على العالم، وحولوا بفضلها الدول إلى مستعمرات تأتمر بأمرهم، لذا فقد جهزوا حرابهم الإعلامية لتسخين العالم لدرجة لا تجعله يصل لمرحلة الإشتعال، ليظلوا مسيطرين على الموقف وقادرين على إخفاء أسرارهم ومن ثم يبدأوا بمغامرة جديدة تزيد من سيطرتهم على العالم.
أخر الكلام
لا حرب عالمية في الطريق، وما يجري مجرد فقاعة سياسية عسكرية إقتصادية سرعان ما تخفت وتنتهي بعد أن يُحقق كل مبتغاه، ودوماً العرب هم الخاسرون ودول العالم الثالث ستعود لعصر الإستعمار من جديد بعد إتفاق أوروبي أمريكي جديد، وسيكون هذا الاستعمار بصورة حديثة تحولهم إلى عبيد للغرب المجرم بفضل الهدية الأوكرانية.