ماذا تُردن يا حريم الكويت؟
بقلم: مبارك فهد الدويلة
النشرة الدولية –
بعض حريم الكويت خرجن إلى ساحة الإرادة للمطالبة بحقوقهن المسلوبة كما يدعين، وكنّ يرفعن شعار «لا لقمع المرأة» و«لا لمنع البسمة والفرح» وغيرهما من شعارات تندد بالتيارات الإسلامية وأحكام الشريعة وتسخر من الفتاوى الشرعية.
والغريب أن بعض الليبراليين ركبوا الموجة وأخذوا يكررون بعض هذه الشعارات في كتاباتهم وتغريداتهم، بل إن بعض صحفهم اتخذت من شعار «منع الترفيه والفرح» عناوين تصدرت صفحاتها الأولى.
بالنسبة للحريم واضح انهن يكررن عبارات وشعارات أكل عليها الدهر وشرب، ولم تعد تصلح لهذه الأيام، فالمرأة أصبحت تزاحم الرجل في أبسط حقوقه، وأصبح عدد الموظفات بالدولة من الحريم أكثر من الموظفين الرجال، حتى إن بعض الوزارات وصلت فيها نسبة الموظفات %80، ووزارات ما كنا نرى فيها المرأة قبل عشرين عاماً، كالأوقاف والدفاع والداخلية، اليوم تمتلئ هذه الوزارات بالحريم، واليوم نجد المرأة ضابطاً في وزارة الداخلية ووكيلة نيابة، بل وقاضية، واليوم المرأة سفيرة ووزيرة ونائبة في البرلمان، حتى الجامعات وصلت نسبة الإناث إلى الذكور أكثر من %60.
ما دام الأمر كذلك ماذا تريد المرأة؟!
هذه أم معاذ بجانبي وأنا أكتب مقالتي، وعندما سألتها عن رأيها قالت مشكلتكم أنكم تسمعون برأي الأقلية من ذوي الصوت العالي فتظنون أنه رأي أغلب نساء الكويت، بينما الحقيقة بخلاف ذلك.
المرأة تشارك الرجل في ملكية السكن الحكومي، ويجوز لها التقاعد في سن أصغر منه وعدد من سنوات الخبرة أقل منه، وإذا الله عطانا وإياكم عمراً سيأتي اليوم الذي يشتكي فيه الرجال من الظلم والقهر لعدم مساواتهم بالحقوق مع الحريم.
أما موضوع المطالبة بالانفتاح والترفيه وعدم إغلاق البلد، فهذا مدعاة للسخرية والاستغراب.
متى تم منع الترفيه عن الكويتيين؟ ومن منعه؟
قبل «كورونا» كانت الكويت رائدة الحفلات الغنائية التي لم تتوقف شهراً واحداً مع الأسف.. حتى اللي ما يشوف محمد عبده بـ«هلا فبراير» يلحق عليه بحفلات الزواج.. والفنادق مفتوحة لمن هب ودب، والبنات بمختلف الأزياء في كل مكان، والأندية الرياضية تمارس فيها الفتاة جميع أنواع الألعاب.. حتى سمعنا مطالبة بعضهن بممارسة رياضة الملاكمة! والمرأة تسافر من دون محرم مع مخالفتها لحكم الشرع وما أحد قادر يمنعها، والشواطئ مفتوحة للعامة، والفنادق مع الأسف تمتلئ بحمامات السباحة المختلطة، والسفور والاختلاط موجودان في كل مكان، ومع كل هذا تأتي مجموعة من الحريم ويطالبن بحقوقهن وفتح البلد وعدم إغلاقه.
ليت الليبراليين عندنا تكون عندهم الجرأة ليحددوا نوع الانفتاح المطلوب.. قالها البعض عندما نادوا بإعطاء المثليين حقوقهم، وبالسماح للمرأة بالتواجد مع الرجل الأجنبي عنها في الفندق من دون مضايقة.
هل هذه هي الحقوق التي تنقص المرأة عندنا؟
هل هذا هو الانفتاح الذي يطالب به ليبراليو الكويت؟
«وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّه…» (الأنعام: 116)، «وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ» (يوسف: 103). صدق الله العظيم.