الغرب كاذب وإنسانيته هُراء
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
الانسانية ليست كلمة تقال بل فعل يظهر على جوارح الانسان، وللحق والتاريخ فان دول الغرب تفتقد لصفات الانسانية وتركز على إظهارها بهذه الصورة معتمدين على نظرية في العلاقات العامة فحواها “ليس المهم أن تعمل الخير لكن مهم أن يعرف الآخرون أنك تعمل الخير”، لذا يسلبون الدول ثرواتها وكرامتها وقرارها ثم يتصدقون عليها بالقليل مما يسرقون، ويظهرونه بفضل إعلامهم الخادع بأنه شيء كثير، وأنه لولاه لضاعت تلك الدول وماتت شعوبها، فما أكذبكم يا لصوص العصر الحديث.
وللحق أيضاً لم أجد من يصف صلفهم وكذبهم وفجورهم إلا الشاعر المبدع أبو الطيب المتنبي حين قال في أكذب وأصدق بيت شعر:
بعيني رأيت الذئب يحلب نملة
ويشرب منها رائباً وحليبا
فالنملة لا حليب لها إلا في عصر دول القتل والإجرام، حين قامت وتقوم دول الغرب بنهب الذهب في افريقيا والنفط في الخليج وتمارس أسوء أنواع الضغط في بلاد الشام، وحين تصيب دولة مُصيبة يسارعون لتقديم فتات ما يسرقون وكأنهم يحلبون تلك الدول حتى القطرة الأخيرة ثم يقطرون بعض منها في حلق شعبها للابقاء على حياتهم للاستمرار في نهبهم.
المصيبة الكبرى أنه لا يوجد مسؤول ولا مواطن، ولا فقير أو غني، ولا شيخ أو طفل، ولا عالم أو جاهل إلا ويعرف سريرة الغرب ويدرك أن كذبهم لا حدود له، وأن غيهم قد تجاوز الحدود وأنهم مجرد لصوص يقفون على أبواب الأمة لسرقة كل شيء وأي شيء حتى لقمة العيش والبسمة عن الشفاه، فجميعهم لا يختلفون عن التتار الذين نهبوا بغداد والمغول الذين سرقوا خيرات العرب، لكن مجرموا العصر الحالي يتفوقون بأن لديهم مليون أبي رغال يدلونهم على أسرع طرق الموت للشعوب العربية، وينشرون فكر “الذئب والنمل” لجعل الشعوب خاضعة راكعة، فيما هم يتكرشون بفضل منظماتهم خبيثة الأهداف بأموال الغرب ليكونوا ما بين ذُعْبَان وسِمْع وعِسْبار ودَيْسَم لا رجاء منهم ولا يؤتمنون على وطن.
لقد ظهرت الانسانية الغربية الدونية السمجة في كارثة زلزال تركيا وسوريا، حيث فعلهم الأقل وقولهم الأكثر، فالدول تسابقت لانقاذ المحاصرين تحت أكوام الركام وهم يتعذرون بحجج واهية لتأخير فتاتهم، ليعرف العالم ان الانسانية عربية في المقام الأول كونها نابعة من حضارة عميقة لم تقم على إبادة الشعوب ونهب خيراتها، لذا كانت الأيادي العربية السباقة بالخير فيما أثبت الغرب بأنه كاذب وإنسانيته هراء.
آخر الكلام:
الغرب يسعى صوب دعم أوكرانيا للدفاع عن أرضها، ويهرول لدعم الكيان الصهيوني لاحتلال أراضي الغير، هذا هو الغرب المضطرب فكرياً، فلا موازين ثابته لديه، فمصالحم تقودهم فيما إنسانيتهم تأتي في نهاية حساباتهم.
* ذُعْبَان هو الفتى من الذئاب.
* سِمْع وهو ولد الذئب من الضبع.
*عِسْبار هو ولد الضبع من الذئب.
*دَيْسَم هو ولد الذئب من الكلبة