محادثات أمريكية أوروبية حول التصعيد.. والبدء بإجلاء السكان من شرق أوكرانيا.. والأمم المتحدة تحذر من الكارثة
التدريبات النووية الروسية ستؤجج التوترات مع الغرب.. البدء بتنظيم عمليات إجلاء كبيرة للسكان من مناطقهم.. والتحليلات تشير إلى إحتمال حدوث تصعيد على نطاق واسع منخفض
الأمم المتحدة/ النشرة الدولية ووكالات –
حذر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال كلمة افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن، اليوم، الجمعة، من تحول الأزمة بين روسيا وأوكرانيا إلى حرب، واصفا هذا التطور لو حصل بالكارثة.
وعبر غوتيريش عن قلق البالغ إزاء إرتفاع منسوب التوتر والتكهنات بشأن النزاع عسكري في أوروبا. وقال إذا حصل هذا الأمر، فسيكون ذلك كارثياً”، مضيفاً أنه لا بديل عن الدبلوماسية.
وتأتي هذه التصريحات للأمين العام مع في ظل تعزز الحشدد العسكري الروسي المكثف حول أوكرانيا خلال اليومين الأخيرين.
وفي واشنطن أجرى اليوم الرئيس الأميركي، جو بايدن، محادثات مكثفة مع حلفائه الغربيين حول مستجدات الأزمة الأوكرانية، على وقع مخاوف من أن تكون روسيا تسعى لاختلاق ذريعة للقيام بغزو، وفق مصادر أوروبية.
وقالت مصادر في واشنطن إن قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا ورومانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، سيشاركون في المحادثات.
صفارات إنذار في دونيتسك والبدء في عمليات مغادرة السكانوقال شاهد من رويترز إن صفارات الإنذار دوت في وسط مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا يوم الجمعة بعد أن أعلن زعيم انفصالي مدعوم من موسكو في المنطقة الانفصالية إجلاء السكان.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن الوضع في شرق أوكرانيا يتراجع، في وقت تتهمه دول الغرب بالتخطيط لهجوم وشيك على هذا البلد.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو في موسكو “في الوقت الحاضر نرى تدهورا للوضع” في شرق أوكرانيا.
وأعلن قائد “جمهورية” دونتيسك الانفصالية الموالية لروسيا التي تتواجه في حرب مع أوكرانيا الجمعة، إجلاء مدنيين باتجاه روسيا متهما كييف بالتحضير لغزو بعد تصعيد أمني.
وقال دنيس بوشيلين في كلمة مصورة نشرت على حسابه عبر “تلغرام”، “اعتبارا من اليوم تقام عملية مغادرة كثيفة ومنظمة للسكان باتجاه روسيا وسيتم أولا إجلاء النساء والأطفال والمسنين”.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من العاصمة البولندية وارسو إن هناك مزيداً من القوات الروسية التي تتحرك باتجاه الحدود الأوكرانية، مضيفاً أن البنتاغون “لم يرَ بعد عودة القوات الروسية إلى الثكنات رغم إعلان موسكو”.
وخلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البولندي قال أوستن “في الواقع نرى المزيد من القوات الروسية التي تتوجه نحو المنطقة الحدودية”.
وأعرب الكرملين عن “قلقه البالغ” من المواجهات العسكرية المتجددة شرق أوكرانيا، فيما أعلن وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، أن لا نية لدى بلاده لاتخاذ إجراءات هجومية ضدّ الانفصاليين أو شبه جزيرة القرم.
وخلال جلسة برلمانية صرّح ريزنيكوف قائلاً: نحن بصدد تعزيز خطوطنا الدفاعية ولكن لا نية لدينا بالبدء بأي هجوم.
وذكر مراسل فرانس برس في المنطقة أن قصفاً يجري حالياً على الجبهة الشرقية، من دون تحديد الجهة التي تقف وراء القصف. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي قوله إن الاشتباكات التي وقعت الخميس كانت الأكبر منذ 2015.
وأضاف المصدر أن مراقبين من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية سجلوا بالفعل 80 إنتهاكا لوقف إطلاق النار عبر الخط الفاصل بين الجانبين حتى صباح يوم الجمعة. وتتهم موسكو كييف بالتحضير لهجوم ضدّ المناطق الخاضعة للانفصاليين.
ومن جانبه قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، أمام البرلمان يوم الجمعة إن إحتمال حدوث تصعيد كبير في الصراع مع روسيا منخفض، مضيفاً “أجهزة المخابرات لدينا تتوقع كل خطوة يمكن أن تشكل تهديداً محتملاً لأوكرانيا. تقديراتنا تشير إلى أن احتمال حدوث تصعيد على نطاق واسع منخفض”.
وقال إن روسيا حشدت نحو 149 ألف جندي قرب أوكرانيا ومن المتوقع وصول عدة آلاف آخرين في المستقبل القريب.
صواريخ نووية
أعلنت روسيا الجمعة أنها ستجري تحت إشراف الرئيس فلاديمير بوتين، السبت، مناورات لقواتها الاستراتيجية وخصوصاً إطلاق صواريخ بالستية وكروز، وذلك في خضم أزمة مع دول الغرب.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع أنه “في 19 شباط/فبراير، وتحت إشراف القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين، ستُجرى مناورات مقررة لقوات الردع الاستراتيجي”.
ورداً على الانتقادات، نفى الكرملين أن تكون التدريبات النووية الروسية ستؤجج التوترات مع الغرب قائلاً إن المناورات العسكرية جزء من عملية تدريب روتينية تتسم بالشفافية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لو دريان، الجمعة إن كل شيء وارد فيما يتعلق بما سيحدث على الحدود الأوكرانية.
وقال لو دريان لقناة إل.سي.إي التلفزيونية “كل شيء وارد، سواء غزو واسع للقوات الروسية للأراضي الأوكرانية أو المناقشات الدبلوماسية التي كنا نطالب بها منذ فترة طويلة”.
وأعلن الجيش الأوكراني يوم الجمعة إنه رصد 60 انتهاكاً لوقف إطلاق النار ارتكبها انفصاليون موالون لروسيا على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية، مضيفا أن جندياً أصيب.
وزادت وقائع القصف عبر الخط الذي يفصل بين القوات الحكومية والانفصاليين بشدة يوم الخميس، ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمر بـ”استفزاز كبير”.
وذكر الجيش في تقرير أن الانفصاليين فتحوا النار على أكثر من عشرة تجمعات سكنية مستخدمين المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون ودبابة. من جهتهم، تحدث الانفصاليون عن 27 عملية قصف من جانب الجيش الأوكراني على مناطق خاضعة لسيطرتهم.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة عودة عدد من وحدات المشاة الميكانيكية إلى قواعدها في منطقتي داغستان والشيشان بعد الانتهاء من تدريبات في شبه جزيرة القرم.
وقالت روسيا هذا الأسبوع إنها بدأت في سحب بعض القوات من المناطق المتاخمة لأوكرانيا، لكن كييف ودول غربية تشكك في ذلك وتقول إنه يجري استبدال بعض الوحدات والمعدات بأخرى على ما يبدو.ألمانيا: مطالب روسيا من زمن الحرب الباردة
وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الجمعة أنّ روسيا تُعرّض أمن أوروبا للخطر من خلال “مطالب تعود إلى حقبة الحرب الباردة”، في موقف يأتي قبل انعقاد مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي الذي ستُهيمن عليه الأزمة الأوكرانية.
توتر ميداني
ذكرت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية أن متمردين مدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا اتهموا قوات حكومة كييف بقصف بالمدفعية قرية تحت سيطرتهم يوم الجمعة.
وتراشق المتمردون وكييف بالاتهامات بتصعيد التوتر بعد هجمات بالمدفعية وقذائف مورتر يوم الخميس، مما أثار مخاوف من تدخل روسيا التي تحشد أكثر من مئة ألف جندي بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
وقال الكرملين يوم الخميس إنه “يشعر بقلق شديد” حيال التصعيد في أوكرانيا ويراقب الوضع عن كثب.
من جهتها قالت القيادة العسكرية الأوكرانية إن القذائف أصابت روضة أطفال في إحدى بلدات لوهانسك (شاهد الفيديو أعلاه)، مما أدى إلى إصابة عاملتين، وقطع التيار الكهربائي عن نصف المدينة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت متأخر من أمس، الخميس، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن قبل دعوة للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع المقبل بشرط ألا تغزو روسيا أوكرانيا.
وكالات