لماذا تاخر داعش الإرهابي الإعلان عن خليفة “القرشي” برغم مرور أسبوعين؟
النشرة الدولية –
رغم مرور أسبوعين على إعلان مقتل زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، يظل اسم خليفته غامضا، مع توالي خسارة التنظيم لقياداته.
واعتاد داعش تسمية قياداته في فترة زمنية قصيرة، حيث أسندت مهمة قيادة التنظيم للقرشي بعد 5 أيام فقط من مقتل أبو بكر البغدادي نهاية تشرين الاول 2019.
وفي غارة عسكرية أميركية، 3 شباط الجاري، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مقتل زعيم داعش القرشي بمنطقة أطمة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وفي الوقت نفسه، لم يعلن التنظيم أي تأكيد أو نفي عن مقتل زعيمه، عبر صحيفة “النبأ” الداعشية أو عبر منصاته على ” تليغرام”، أو على لسان المتحدث باسمه أبي حمزة الهاشمي القرشي، الأمر الذي يشير إلى ارتباك داخل التنظيم بشأن خطواته المقبلة، وما خلفه مقتل زعيمه من فراغ قيادي.
كما أوضحت دراسة حديثة صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات، احتمال وقوع انشقاقات بين صفوف داعش، جراء الضربة الأخيرة التي تلقاها؛ ما قد يؤثر على كم وحجم عملياته الإرهابية في سوريا والعراق.
يقول الباحث المختص في شؤون الجماعات الإرهابية، أحمد سلطان، إن هذه المرة هي الأولى التي يتأخر فيها داعش في إعلان خليفة لزعيمه المقتول، مشيرا إلى أن عملية اختيار الزعيم يتولاها مجلس الشورى المعروف بأهل الحل والعقد.
وعن أسباب التأخر الملحوظ، يوضح سلطان أن السبب الأول هو الخلاف داخل مجلس الشورى حول اسم خليفة القرشي؛ لأن مقتل الأخير كان مفاجئا.
كما لفت لوجود صراع داخل التنظيم يخص خلافات بين القيادات العراقية والأجنبية، وبين العرب والتركمان، بجانب الخلافات القائمة بين المقاتلين الأجانب والمقاتلين العرب الذين ينتمي أغلبهم إلى العراق وسوريا.
وتعد مخاوف التنظيم من موجة ملاحقات أمنية جديدة لقياداته ورصد اتصالاتهم، سببا آخر للتعتيم على اسم زعيم داعش، لاسيما وأن سقوط القرشي حدث بعد أن وشى به أحد رفاقه، بحسب سلطان.
وعقب مقتل القرشي، دارت التكهنات بين 4 مرشحين بالعراق، وهم أبو مسلم أحد قياداته بمدينة الأنبار، وأبو خديجة وأبو صالح، وهما من الشخصيات التي كانت مقربة للقرشي والبغدادي، إضافة لأبو ياسر العيساوي.
بينما يرى سلطان أن زيد العراقي هو الاسم الأبرز لتولي زعامة داعش، وإن كان يمثل نقطة خلاف كبيرة بين أعضاء مجلس الشورى، ويتولى “زيد” إمارة ديوان التعليم.
ويشير الخبير بشؤون الجماعات الإرهابية، إلى المذكور يعرف بكنية “أبي الحسن الهاشمي”، ويلقب بـ”أستاذ داعش” للتمييز بينه وبين “أبو زيد العراقي” أحد قيادات التنظيم، موضحا أنه تم اختياره بشكل سري؛ نظرا لاستمرار حالة الانقسام.
خسر داعش خلال عامين أبرز قياداته، ومنهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الذي قُتل في عملية عسكرية أميركية شمال سوريا 2019، ومسؤول التمويل سامي جاسم الجبوري الذي اعتقل شمال غربي سوريا 2021، ومدبر مخطط اقتحام سجن غويران بسوريا محمد عبد العواد الذي قبض عليه شمال شرقي سوريا كانون الاول2021.
ويتوقع سلطان حدوث أزمة بين القيادة المركزية لداعش والأفرع، لغياب القيادة والسيطرة على أطراف التنظيم؛ ما ينذر بحدوث انشقاقات مثلما حدث داخل تنظيم القاعدة.