يومياتي في 2027
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

اعتدت أن استيقظ صباحاً، لأتابع برنامج رياضة تقدمه مدربة متمكنة على التلفزيون، وكأن ساعتي البيولوجية ضبطت على توقيت فقرتها في برنامج صباح الخير يا كويت، خاصة مثل اليوم، الإثنين، الذي تخصصه لجلسات يوغا لمتابعيها.

وما أن انتهت حصة اليوغا على التلفزيون، حتى وصلتني تنبيهات على تطبيق سهل، وهو فعلاً سهل، تابعتها، إحداها لفاتورة هاتف مرفقة برابط للدفع السريع، وتنبيه آخر لإبلاغي بإنجاز معاملة في وزارة التجارة كنت قد قدمتها أمس، ولله الحمد وصل ردها على التطبيق في التاسعة من صباح اليوم.

بينما بقي لي فقط أن أحجز موعداً للمتابعة إلكترونياً مع موظف الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لإتمام إجراءات بداية مشروع جديد لعربة متنقلة سيكون، مقرها في منتجع الصبية الترفيهي.

بعد قهوة الصباح، وكعادتي في أيام عطلة حفيدي «براك» من الروضة، والذي وصل من منزلهم برفقة والده «محمد» على القاري*، حيث إننا نسكن في نفس المدينة المستدامة، ثم رافقته إلى الحديقة المجاورة لمنزلنا، وأنا أحدثه طيلة الطريق عن خطط التنمية التي لطالما انتقدت تأخر مشاريعها في مقالاتي وتغريداتي.

براك الذي كان يستمع إلي ومتلهف للجري في الحديقة الذكية، التي نفذت ضمن مشروع أنجز نحو ٦٠ حديقة ذكية بمختلف مناطق الكويت خلال العامين الماضيين، حيث تحوّل الحركة واستخدام الألعاب إلى طاقة يمكن الاستفادة منها في تشغيل الحديقة، فكان متلهفاً لاستخدام الألعاب المتنوعة في الساحة الفسيحة التي بالفعل أرضت أذواق الأطفال ومن مختلف الفئات العمرية.

وأنا أشاهد حفيدي يلعب في مساحات خضراء كنا نفتقدها سابقاً، تذكرت كيف كانت المشاريع متأخرة ومتوقفة، ولكن ومع بداية تعاون المجلس والحكومة، منذ مارس ٢٠٢٢ وانتهاء حقبة الاحتقان السياسي التي امتدت لسنوات في الكويت، طالب المجلس بجداول زمنية لمشاريع التنمية، والتزمت الحكومة، وبالفعل حققت تقدماً بارزاً في انجاز مشاريع التنمية، خاصة أن الحكومة كذلك شهدت استقراراً، فكانت الحكومة الوحيدة ربما منذ عقود التي اتمت مدتها، بل وعاد معظم وزرائها في الحكومة الجديدة التي شكلت العام الماضي بسبب إنجازاتهم.

لم يخرجني من تفكيري سوى تنبيه لخبر على تطبيق جريدة القبس أسعدني، فحواه أن الكويت على مشارف افتتاح منطقة مصانع جديدة، لدعم الابتكارات الشبابية، تعتبر المنطقة الثالثة في الكويت، والأكبر خليجياً، حيث ستحتضن مصانع ومشاريع جديدة، منها مصانع تدوير البلاستيك، تدوير المخلفات البيئية، إنتاج البسة وغيرها.

براك الذي ما عدت أخشى على مستقبله وأنا أقرأ أخباراً تدعو للتفائل، خاصة أنه وفقاً للقانون الجديد، لديه حساب حكومي، شأنه شأن كل المواطنين ما دون الثمانية عشر عاماً، تودع فيه الحكومة أرباحهم عن اكتتابات لهم في بعض الشركات الحكومية.

عدنا إلى المنزل من جديد، لاستعد للذهاب إلى مركز «كوني قيادية»، الذي افتتحته وزارة الشباب مؤخراً لدعم المرأة الشابة، وتمكينها، لإلقاء محاضرة لمجموعة من طالبات الصف الثاني عشر، عن أبرز المهارات التي على الشابة اكتسابها لتتمكن من قيادة مؤسسة ما.

فضلت الذهاب بالمترو، حتى أتمكن من إعادة ترتيب أفكاري، رغم أن المشوار بالسيارة أيضاً لا يأخذ وقتاً مع شبكة الجسور الجديدة التي افتتحها وزير الأشغال مؤخراً، لكن المترو يتيح لي أيضاً أن أتابع على مدى الطريق بعض مشاريع خطة التنمية التي ستنجز تباعاً حتى عام ٢٠٣٥، فلو كان أحد سيخبرني قبل خمسة أعوام أن هذه المشاريع ستصبح واقعاً ما كنت صدقته!

عدت بعد المحاضرة إلى المنزل، بينما حفيدي براك كان سعيداً بنتيجة اختباره للقبول في مدرسة نموذجية من ضمن أكثر من ١٠٠ مدرسة مميزة في الكويت، تم افتتاحها خلال السنوات الخمس الماضية، والتي ساهمت في تحسين ترتيبنا في التعليم الابتدائي والمتوسط إلى مصاف دول متقدمة.

فقررت أن أكافئ براك برحلة إلى المدينة الترفيهية الجديدة في الدوحة، لكن أقرب حجز للمدينة كان بعد أسبوعين بسبب زحمة الزوار الخليجيين والعرب، خاصة خلال موسم الكويت التجاري، الذي استقبلنا خلاله نحو مليون ونصف المليون زائر بين سياح ومستثمرين.

ملاحظة: آلة الزمن التي نقلتني إلى عام ٢٠٢٧، ليست خيالية ولا مهمة مستحيلة، هي فقط تحتاج إلى عزيمة وإرادة وتعاون بين السلطتين.

* القاري: الدراجة الهوائية.

زر الذهاب إلى الأعلى