قمة الغاز في الدوحة.. طموح لقطر وأمل لإيران ورسالة لأوروبا
النشرة الدولية –
الحرة –
يبدأ رؤساء الدول والحكومات الرئيسية المصدرة للغاز اجتماعاتهم، في العاصمة القطرية، الثلاثاء، لبحث كيفية تلبية الطلب العالمي المتزايد، مع تصاعد المخاوف في أوروبا بشأن إمدادات الغاز من روسيا في ظل الأزمة المحيطة بأوكرانيا.
وتركز الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز، المؤلف من 11 عضوا، على سبل زيادة الإنتاج على المدى المتوسط.
وقد شرعت قطر، المنتج الكبير للغاز الطبيعي المسال، في مشروع ضخم لزيادة الإنتاج بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2027.
وتسعى قطر إلى تعزيز نفوذها الدبلوماسي كوسيط وميسر، لذلك يمكن أيضا أن تناقش الأزمة الأوكرانية في المنتدى، وفق رأي الخبير الأمني في جامعة كينغز كوليج في لندن أندرياس كريغ.
وقال كريغ لفرانس برس: “ستكون فرصة كبيرة لو استغلت قطر المنتدى لتقديم مساعيها الحميدة للولايات المتحدة للتوسط بينها وبين روسيا”.
وكان خبراء من منتدى الدول المصدرة للغاز بدأوا، الأحد، اجتماعاتهم في الدوحة، قبل محادثات على المستوى الوزاري الاثنين.
ومن أبرز الدول الأعضاء روسيا وقطر وإيران وليبيا والجزائر ونيجيريا التي تمثل مجتمعة أكثر من 70 في المئة من احتياطيات الغاز المؤكدة في العالم.
ومن المقرر أن يلتقي أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، قادة الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز. وتمت أيضا دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن من غير المتوقع أن يتوجه إلى الدوحة.
أمل إيراني
ويشارك في القمة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس وزراء ترينيداد وتوباغو كيث رولي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني لقطر منذ 11 عاما، وهي ثالث زيارة خارجية لرئيسي منذ توليه المنصب.
وقبل مغادرته طهران، قال رئيسي، إنه يأمل في أن تعزز زيارته لقطر لحضور مؤتمر الغاز العلاقات السياسية والتجارية مع دول الخليج.
وأضاف في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي “إيران من مؤسسي منتدى الدول المصدرة للغاز لأننا من أهم ثلاث دول منتجة ومصدرة للغاز”.
وتواجه إيران عجزا في الغاز بالداخل بسبب بلوغ الاستهلاك مستويات مرتفعة غير مسبوقة، وهو ما يرجع بشكل خاصة إلى الطلب على تدفئة المنازل في فصل الشتاء، واضطرت إلى قطع الإمدادات عن مصانع الأسمنت وغيرها من القطاعات.
كما من المتوقع أن يناقش أمير قطر والرئيس الإيراني، في لقاء ثنائي، الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.
معضلة الإمدادات
وافتتحت اجتماعات المنتدى مع تنديد أوكرانيا بـ”قصف استفزازي جديد” على خط المواجهة بين قواتها والانفصاليين المدعومين من موسكو.
ومع تزايد مخاوف أوروبا من غزو روسيا لأوكرانيا، اقتربت أسعار الغاز الطبيعي من ضعف مستواها أواخر عام 2020.
وتسعى الدول الأوروبية بشكل كثيف للحصول على إمدادات بديلة للغاز الروسي الذي يوفر 40 في المئة من احتياجات السوق الأوروبية.
وتتجه الأنظار إلى أستراليا والولايات المتحدة، وهما ليستا عضوين في المنتدى، وكذلك إلى قطر، لكن معظم الدول المنتجة تقول إن فائضها لا يكفي لتعويض الإمدادات الروسية.
يقول الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس والمتخصص في صناعة الغاز، تييري بروس لفرانس برس، إن المنتدى سيعيد على الأرجح تأكيد رسالته إلى أوروبا بأنها بحاجة إلى توقيع عقود طويلة الأجل لتأمين إمدادات مضمونة.
وسيتعين على كل الدول المنتجة القيام باستثمارات ضخمة لزيادة إنتاجها، لكن لطالما رفض الاتحاد الأوروبي إبرام عقود طويلة تمتد 10 أو 15 أو 20 عاما.
وأضاف بروس إنه نظرا لضخامة الاستثمار المطلوب، تريد الدول المنتجة “زيادة الإيرادات إلى الحد الأقصى، وضمان سوق طويل الأجل لغازها”.