رسالة سوسوفنا

النشرة الدولية –

تلقيت الرسالة التالية من دكتورة من الجالية الهندية، كان لها دور بارز في تقديم أفضل خدمة طبية ممكنة لاثنين من أعز معارفي في أحلك الساعات التي مرّا بها، ومئات غيرهما، عندما أصيبا بمرض السرطان، وكانت إلى جانبهما لساعات طويلة، وكأنها أحد أفراد عائلة مرضاها.

***

عزيزي الأستاذ أحمد

أنا الدكتورة سوسوفنا ناير، Dr.Susovana Sujit Nair، أعمل منذ عدة عقود في مركز الكويت لمكافحة السرطان، وأنا طبيبة هندية مقيمة في الكويت ومتخصصة في مجالي.

بحكم عملي وتجاربي، أرى أملاً، ونهاية قريبة لوباء كوفيد القاتل، وأود أن أبين تقديري للكويت، وما يميزها عن بقية دول العالم، ودعمها المستمر لمن حاربوا في الصفوف الأمامية على مدى السنتين الماضيتين، في مكافحة الوباء اللعين.

لقد شهد العالم خلال عامي 2020 و2021 تحدياً كبيراً وصاخباً، وصف بأكبر أزمة رعاية صحية في عصرنا الحديث. وخلال هذه الفترة أظهر مئات ملايين الأطباء والممرضات ومقدمي الرعاية، حول العالم، قدراً من الشجاعة والتعاطف ونكران الذات في محاربة كوفيد 19، بشكل غير مسبوق.

عرّض الوباء العالم لأزمة كبيرة في كل مجال ونطاق، وأثر علينا جميعاً، عاطفياً وجسدياً ومادياً، ولم تكن الكويت استثناءً، حيث واجه المهنيون الطبيون تحديات لا حصر لها في العمل في الخطوط الأمامية، وتحدي خطر التعرض باستمرار للعدوى، أو أن يصبحوا ناقلين للوباء لأحبتهم وأقاربهم في البيت أو الحي. ومع ذلك، فإن روح الالتزام والاستباقية من مسؤولي وزارة الصحة على وجه الخصوص، منذ البداية، دفعتنا كأطباء، لأن نبذل الكثير، خاصة ونحن نرى مسارعتهم في إنشاء مراكز التطعيم، وفرض البروتوكولات الصارمة، وحتى الإغلاق التام، وغير ذلك من إجراءات ضرورية بغية إيصال التطعيم اللازم لكل فرد. ولم يكن كل هذا ممكناً بغير دعم قيادة البلاد لكل تلك الإجراءات.

بصفتي طبيبة رئيسية، ونيابة عن جميع الأطباء الهنود في الكويت، أود أن أغتنم هذه الفرصة، عبر عمودكم اليومي، وبصفتي أيضاً أمينة سر ملتقى الأطباء الهنود في الكويت (*)، تقديم الشكر لوزير الصحة ولمسؤولي الوزارة ولحكومة الكويت على الدعم المستمر المقدم لحفظ صحة الجميع، ولكل فرد مغترب مقيم. بارك الله بجميع أبناء الكويت، متمنين لكم حياة مديدة وصحية طيبة.

لقد خطت حكومة الكويت خطوة مميزة وكبيرة إلى الأمام في تقدير التفاني والعمل الجاد، الذي قدمه جميع من تصدوا لمكافحة الوباء منذ اليوم الأول، وحرص المسؤولون على حصول كل من ساهم في عملية التصدي على مكافأة مالية نقدية سخية مقابل خدمته التطوعية المجتمعية أثناء الوباء، وهو أمر لم نكن نتوقعه لأننا كنا، بكل بساطة، نؤدي واجبنا الطبيعي كأطباء.

يحدونا الجميع التفاؤل ونمتلئ ثقة بأننا، معاً، سنتمكن من إنهاء معركتنا مع الوباء لمصلحتنا، والبشرية جمعاء.

(*) يقدم ملتقى الأطباء الهنود العاملين في الكويت، والذي يشمل أطباء الوزارة، أو العاملين في القطاع الخاص، مختلف الخدمات المجتمعية بطريقة كبيرة من خلال إقامة معسكرات صحية مجانية، وندوات وجلسات محاضرات عبر الإنترنت وخارجه.

Back to top button