الأمم المتحدة دمية مهترئة وواشنطن تبحث عن نصر بين الهزائم
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يبحث رئيس الولايات المتحدة جو بايدن عن نصر بين الهزائم التي منيت بها واشنطن جراء الهجوم الأوكراني على روسيا، بعد ان اهتزت صورة القطب الأوحد وبدأت روسيا بإستعادة مكانتها كقطب ثاني في المجال العسكري والتأثير على العالم، وتسبب هذا الهجوم بفقدان الولايات المتحدة لجزء كبير من هيبتها الدولية، وأثبت الهجوم أن الدول الكبرى تملك الحق الكامل في إلتهام الدول الصغيرة في ظل عدم وجود قانون يوفر الحماية لهذه البلاد، فيما الأمم المتحدة لعبة مهترئة بيد الكبار، ولن يستقيم حالها إلا بإلغاء حق النقض “الفيتو”، وعندها فقط قد تشعر الدول الصغيرة بالحماية من جيرانها الكبار الطامعين في خيراتها كون قرارات العقوبات تكون دولية وليس مرتبطة بخمس دول، والمعروف ان هذه الدول كالولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا تملك الذريعة للإستيلاء على أراضي الغير بحجة تهديد الأمن القومي.
الرئيس بايدن أراد ان يثبت للشعب الأمريكي ولحلفائه في العالم الذين فقدوا ثقتهم بواشنطن ووعودها، بأنه انتصر في الحرب الدائرة في شرق القارة الأوروبية، فأبرق للجميع بتصريح مبهرج خالي من الدسم، أدى لزيادة الحالة الضبابية حول ما يجري، حين قلل من قيمة تحقيق الهدف الروسي من الحرب، ووصفه بأنه ليس احتلال أوكرانيا بل “تقسيم الغرب، وهو ما فشل الرئيس الروسي عن تحقيقه”، وبالتالي فقد منح بايدن نفسه نصراً لا يستحقه وتوج نفسه بإكليل غار لا يطاله، وحلل الأمور كما تتهي نفسه وحسب طلبات مستشاريه.
التصريح الأخير للرئيس الكهل أدى لزيادة السقوط الأمريكي وتراجع هيبته ومكانته حتى عند حلفائه، فالمعروف ان واشنطن تبيع حلفائها في مزاد مصالحها وهو ما حصل مع محمد رضا بهلوي “إيران”، محمد حسني مبارك “مصر”، زين العابدين بن علي “تونس”، علي عبدالله صالح “اليمن”، فريدناند ماركوس “الفلبين”، جعفر النميري “السودان”، برويز مشرف “الباكستان”، ولن تنتهي القائمة عند هؤلاء القادة فقط، حيث تعرض واشنطن اليوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المزاد الروسي، وهذا أمر سيؤثر على مصداقية واشنطن مع حلفائها وسيجعل العديد منهم يفكرون في مستقبلهم لا سيما أن الولايات المتحدة صديق لا يمكن الإعتماد عليه، على عكس روسيا التي تخوض حروب أصدقائها وتصنع مصالح مشتركة بين الطرفين.