من الواقع المرير
الدكتور سمير محمد ايوب
النشرة الدولية –
أتى أب مسن الى قاض يشكو ابنه، وقال للقاضي: يا سيدي، اني أتقدم بشكواي ضد ابن لي.
فنظر القاضي للشاكي مستغربا، وسأله عن فحوى شكواه.
قال الأب الشاكي: أريد من ابني مصروفا شهريا، رغم أني غني جدا.
فقال القاضي مستغربا ومع هذا فانه حقك.
فأمر القاضي باحضار الابن، وعند حضوره قال له القاضي: هل تعلم أن أبيك قد تقدم بشكوى، يطالبك بمصروف شهري زهيد جدا جدا، دينار واحد.
فقال الابن متسائلا: كيف يطلب أبي مني مصروفا، وهو غني جدا؟! وكيف يطلب هكذا مبلغ تافه، لو رآه احد على الارض لا يأخذه؟!!!
فقال القاضي: هذا هو طلب أبيك بالتحديد.
فسأل الاب الشاكي القاضي: يا سيدي، هل لو حكمتم لي بهذا المبلغ سأقبضه شهريا؟!
فأجاب القاضي بنعم وبالتأكيد. فشكره الاب ممتنا.
أصدر القاضي حكمه على الابن، وأمره بإعطاء ابيه مصروفا كل شهر، وفق ما طلب الاب، مدى الحياة ودون انقطاع.
وقبل ان يترك الاب والابن قاعة المحكمة، قال القاضي للأب امام ابنه اسمح لي أن أسألك: لماذا فعلت ذلك، وشكوت ابنك وطلبت مبلغا زهيدا جدا كمصروف شهري لك، رغم انك غني ولست بحاجة لذلك؟!
قال الاب باكيا بمرارة وتوجع: لأني اشتاق لإبني ولا أراه مطلقا، وأنا متعلق به، فتقدمت بهذه الشكوى مكتفيا أن أراه كل شهر حين يسلمني المصروف.
بكى القاضي وهو يقول: والله لو قلت لي السبب قبل ذلك، لأمرت بجلده وسجنه.
رحم الله المتوفيين من الوالدين، ونسأله الصحة والعافية وطول العمر للأحياء منهم.