العنصرية الأوروبية تظهر على حقيقتها .. حقاً إنها مقززة
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

مجلس الأمن في حالة إنعقاد دائم، قرارات سياسية وإقتصادية تتناقلها القنوات الفضائية من كل مكان، ألم وحسرة ورفض للجوء الأوكراني، حتى الجهات الرياضية اتخذت إجراءات قتالية، مواقف عالمية لا تُريد للحرب الروسية الأوكرانية في الظاهر أن تتطور، وكل يُريد حصته من المكاسب التي قد لا تتحقق، مواقف أظهرت أبشع ما في القارة العجوز وجعلتها جرداء حتى شاهدنا جميع عيوبها، لنُدرك وربما متأخرين حجم الحقد والبغضاء والعنصرية المتجذرة في نفوس قادتها بحق العرب والمسلمين والأفارقة.

حقاً لم يتوقع البعض أن تحت تلك الملابس الرسمية غالية الثمن التي يرتديها سياسيو أوروبا، ووراء ربطات العنق مشانق للإنسانية، وتوزيع طبقي عرقي على أساس اللون والديانة ينتشر في قارة محتلي العالم وقاتلي أكثر من مئات الملايين من البشر، فأوروبا التي سفكت الدماء في شتى بقاع العالم ونهبت ثروات الدول تقوم بالتنظير على العالم بحقوق الإنسان بحياة كريمة هانئة، أوروبا ببلجيكا التي كانت قواتها تسلخ جلود البشر وهم أحياء، والبرتغال واسبانيا باحتلالهما القارة اللاتينية ونهبها، وفرنسا بمتحف الجماجم فيها وقتلها ملايين البشر في الجزائر وسوريا ولبنان، وبريطانيا العظمى التي حكمت نصف الكرة الارضية بقوة الحديد والنار وقتلت دون استحياء وبلا محاكم ملايين البشر، وايطاليا التي فتمت بليبيا وقتلت شعبها لاجل فيلم سينمائي.

تخيلوا كل دول الإجرام تتباكى اليوم على المهجرين الأوكرانيين، ويصدح أجهلهم كيريل بيتكوف رئيس وزراء بلغاريا قائلاً:”اللاجئون الأكرانيون ليسوا من النوع الذي إعتدنا عليه، إنهم أوروبيون ومتعلمون وأذكياء، وليس لديهم ماضٍ غامض، عكس اللاجئين الذين لن نكن متأكدين من هوياتهم، إذ يُحتمل انهم إرهابيون”، وهذا تصريح عنصري بإمتياز لا يمت للإنسانية بصلة ويُظهر مرحلة الدنائة الفكرية البعيدة عن معايير الإنسانية، ففي نظر البلغاري العنصري فإن تقييم اللاجيء ينبع من لون بشرته وزرقه عينيه.

لقد طالب المُدعي العام للمحكمة الجنائية بفتح تحقيق بشأن جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا، رغم أن موسكو لم تستخدم أي أسلحة محظورة كتلك التي استخدمتها الولايات المتحدة في العراق، والكيان الصهيوني في حروبه على غزة ، ولم نسمع حينها بأن ضمير المُدعي العام قد فاق من سكرته، لذا لم يطالب بالتحقيق بجرائم حرب في البلاد العربية التي عاد بعضها سنوات طوال للوراء بسبب حروب المصالح والموت القائمة على لون البشرة وطريقة الصلاة لله.

ووسط الحروب ينمو دوماً تُجارها الباحثين عن تحقيق مصالحهم، وكان الظهور الأبرز لتركيا التي أرادت أن تُقدم أوراق اعتمادها بطريقة تمثيلية رديئة كمسلسلاتها، فقدم وزير خارجيتها أوغلو “ستاند كوميدي” كما يفعل الرئيس الأوكراني، أعلن فيه عدم السماح للسفن الحربية بالمرور عبر مضيقي البسفور والدردنيل، حتى تنال تركيا شرف الإنضمام للإتحاد الأوروبي الساعية له منذ زمن، لتظهر الصورة الحقيقية للقارة الأوروبية انهم يدافعون عن أرواح البشرة البيضاء فقط، فيما فلتذهب جميع الألوان السوداء والحنطية والصفراء والحمراء للجحيم.

آخر الكلام
لست من دعاة الحرب ولا من محبيها واتمنى السلام لجميع دول العالم دون النظر للون أو عرق أو ديانة، اذا فان أوروبا تستفز جميع النفوس النقية بتصريحاتها وأفعالها العنصرية والتي تبرز في كل محفل.

زر الذهاب إلى الأعلى