أسبوع يفصل “التيار الوطني” عن إعلان ترشيحاته: وجوه جديدة بينها سيدات… والتحالف مع “حزب الله” حصراً
بقلم: غادة حلاوي
النشرة الدولية –
نداء الوطن –
بدأ مرشحو «التيار الوطني الحر» المحتملون التبلغ تدريجياً بالاستعداد لتقديم طلبات ترشيحاتهم. عملياً دخل «التيار الوطني الحر» في المناخ الانتخابي. وتحوّل مركز ميرنا الشالوحي الى خلية نحل انتخابية. ويتجه «التيار الوطني» لحسم الترشيحات الحزبية مع توقع صدور المرحلة الثانية من استطلاعات الرأي في غضون الايام القليلة المقبلة. وخلافاً للانتخابات الماضية في العام 2018 حيث وقع الافتراق الانتخابي بين «التيار» و»حزب الله»، فقد بات بحكم المؤكد ان مناخ التحالف مع «حزب الله» هذه الدورة سيكون عنوان المرحلة المقبلة، وبناء عليه سنكون امام ترشيحات لأسماء جديدة لا سيما في المناطق حيث لـ»حزب الله» قوة انتخابية وازنة. والتحالف سيكون ثنائياً ومحصوراً بين «التيار الحر» و»حزب الله» ولن يتعداه الى حلفاء الحزب، ولذا لم تتضح بعد معالم الصورة بالتفصيل بالنسبة للمناطق وليس صحيحاً كل ما قيل عن حركة اعتراض وانسحابات.
ورشة البيت الداخلي الانتخابية لم تلغِ وجود مآخذ وتحفظات على القيادة انعكست في مكامن معينة تشنجاً في العلاقة بينها وبين المحازبين، وبعضهم من داخل نواب التكتل ممن سجلوا ملاحظات وتنتابهم مخاوف على وضعية ترشيحهم. واذا كان قد برز الى العلن الخلاف او الاختلاف مع النائبين حكمت ديب وزياد اسود، فان سوء تفاهم ثالثاً قائم مع النائب الحالي ماريو عون الذي لن يكون على الارجح مرشحاً على لوائح التيار هذه الدورة.
ويتحضر باسيل لاعلان ترشيحات «التيار» في احتفال يقام بمناسبة الرابع عشر من آذار، وحتى هذا التاريخ تكون انتهت عملية جوجلة الاسماء بعد استعراض النتائج او الاستنتاجات التي أفضت اليها استطلاعات الرأي، التي اوكلت الى شركة محايدة لمعرفة وضعية المرشحين المحتملين والنواب الحاليين في مناطقهم، ونتائج استطلاعات الرأي التي أجريت داخل «التيار». على ان تكون المرحلة الثالثة هي المواءمة بين الترشيحات المفترضة ومدى توافقها مع التحالفات.
ما يؤكد عليه «التيار الوطني الحر» هو تحالفه مع «حزب الله» اما التحالف مع حركة «أمل» فيمليه القانون الانتخابي بطبيعته حيث لا يمكن لأي طرف ان يتحكم بتحالفاته. يسلم بأن ايصال مرشحيه الى قبة البرلمان دونه تحالفات أو تفاهمات تؤمن له حواصل انتخابية، وهذا ينطبق على تفاهمه مع حركة «أمل» حيث التعامل مع الجمهور وليس مع سياسيين، اذ يمكن ان تعارض خطاً سياسياً او حزباً معيناً ولكن لا تعارض جمهوره. لـ»التيار الوطني الحر» تواصل مستمر مع «حزب الله» الذي هو على تواصل مع حركة «أمل» ضمن صيغة «حليف الحليف حليف». وهي الصيغة التي سيجري تطبيقها في بعبدا وفي غيرها من الدوائر الانتخابية، وغايتها تأمين حاصل انتخابي يؤمن الفوز بأكبر عدد من المرشحين للنيابة وهذا هو الهدف الاساس.
يحاول رئيس «التيار» تطويق ملابسات اي اعتراض يظهر الى العلن، وخلافاً للاعتقاد الذي ساد فلا يزال النائب زياد اسود حاضراً في اجتماعات «التيار» الانتخابية، ما ينفي خبر اقصائه عن الترشيح ارضاء للتحالف مع حركة «أمل» في الجنوب، وتؤكد مصادره ان «التيار» لا يتنازل عن اي من محازبيه، وتنفي ان يكون «التيار» في وارد اقصاء اسود الذي يبدو ان لديه مشكلة شخصية مع النائب السابق أمل ابو زيد، وقد يكون حلها باعلان «التيار» مرشحين اثنين في الجنوب، لكن المؤكد ان اسود مستمر في «التيار».
أما لناحية النائب حكمت ديب فلن يكون مرشحاً من جديد. لم يحالفه الحظ في الدورتين الاولى والثانية من الاستطلاعات، ولم يستوف الشروط المطلوبة لتأهله للترشح بعدما شغل منصبه كنائب في البرلمان لما يقارب الثلاثين سنة، ما اثار استياءه فلم يتقبل الواقع بروح رياضية وانضم الى جملة من خرجوا على اتفاقهم مع «التيار» ورفعوا شعار انهم الى جانب الرئيس وليس مع باسيل، قبل ان يعاد اصلاح ذات البين والوساطات لا تزال قائمة في سبيل ذلك. مصدر في «التيار الوطني» أكد ان النائب حكمت ديب الذي قد لا يكون من المرشحين، له كل احترام لتاريخه النضالي في «التيار»، وزياد اسود جزء لا يتجزأ من «التيار» وليس خارجه ومسألة الترشيح او عدم الترشيح تبحث في القرار الداخلي، وكل ما يحكى في الاعلام يمكن وصفه من باب التكهن او التشويش كاشفاً ان للمرأة حضوراً في الترشيحات المقبلة وللشباب ايضاً.
تعتبر المصادر عينها ان قوة «التيار الوطني الحر» اصبحت نقطة ضعفه، فتسليمه بقوة العملية الديمقراطية صارت نقطة ضعف امام الرأي العام اللبناني. ترفض حصر القرار بالترشيحات برئيس «التيار»، وخلافاً للاعتقاد السائد فرئيس «التيار» لا يقرر الترشيحات التي تمر بآلية من ثلاث مراحل: استطلاع رأي موسع يكاد يكون اشبه بانتخابات داخلية في «التيار الوطني»، واستطلاع رأي من شركات محايدة كفيلة بتأهيل صاحبها الى المرحلة الثالثة، وفي هذه المرحلة يملك رئيس «التيار» هامشاً يتعلق فقط بما اذا كان مكان هذا المستحق متوفراً فهذا حقه، واذا اقتضت التحالفات اتفاقيات معينة في سبيل تأمين الحاصل فيمكن حينها التعديل. لا علاقة لـ»التيار» بترشيح فايز كرم ولم يعلن ذلك والاخير لا يملك بطاقة حزبية. وبحسب مقربين منه يخطو «التيار» بثبات وبثقة بالنفس في اتجاه الانتخابات النيابية، ويوما 13 و14 سيكونان يومين مفصليين لجهة انطلاق المعركة الانتخابية وبلورة الخطاب السياسي لـ»التيار» والخطاب الانتخابي واعلان اسماء المرشحين من المحازبين. ويقع ضمن السياق عينه اصرار «التيار» على الميغاسنتر لتكون تلك معركته التي لن يستسلم لاجلها والتي ستشهد مواجهة مفتوحة بين «التيار» ومعارضي الطرح.