احتفالاتنا الوطنية هل تتغير؟!
بقلم: د. فاطمة العازمي

النشرة الدولية –

 

منذ تحرير الكويت من النظام العراقي البائد في عام 1991 بدأت الاحتفالات بالأعياد الوطنية وعيد التحرير والذي احتفلنا به لأول مرة عام 1992 بعد التحرير.

واحد وثلاثون عاما مضت ونحن نحتفل سنويا بالعيد الوطني في 25 فبراير وعيد التحرير في 26 فبراير من كل عام، بعد توقف دام سنتين بسبب جائحة كورونا.

كل عام تتكرر نفس الأنشطة والفعاليات لهذه الاحتفالات! وطوال هذه السنوات بما فيها احتفالاتنا هذه السنة ونحن نسير على نفس النهج ونفس الأنشطة، أغاني ورقص وبرامج تلفزيونية وإذاعية لا ترتقي إلى مستوى هذا الحدث الكبير! مسيرات في الشوارع وحوادث مرورية وإزعاج وإرباك لحركة المرور، ناهيك عن التلوث البيئي من مخلفات هذه الاحتفالات وهدر للمياه! والتسبب بالأذى للبعض وحوادث كثيرة لا داعي لسردها الآن، باستثناء هذا العام وبجهود مشكورة ومقدرة من كافة منتسبي وزارة الداخلية.

أين دور الجمعيات التعاونية في هذه الاحتفالات الوطنية؟ فهل يقتصر دورها فقط على تزيين المنطقة ببعض الإضاءة والأعلام؟ وهذا كله صرف لمبالغ مادية ضخمة استفادت منها بعض الجهات! هل قامت الجمعيات التعاونية بعمل أنشطة مفيدة لمواطني المناطق التابعة لها؟! أين الأنشطة التوعوية والثقافية والفنية؟ أين المسابقات التي تنمي مواهب الشباب والأطفال وتشجعهم على الإبداع والأهم التركيز على هذه الفترة المهمة جدا من تاريخ بلدهم وتعريفهم بها وذلك بالاستعانة ببند الخدمات المجتمعية.

أين دور المحافظات الست؟! وما دور المحافظين في كل محافظة؟ هل هناك أي أفكار جديدة تبنوها طوال هذه السنوات؟ لماذا لم يتم تطوير آلية الاحتفال بهذه المناسبة الغالية جدا على قلوب جميع الكويتيين؟ إن عيد التحرير هو عيد التضحيات وعيد استرجاع الوطن الغالي بعد اغتصابه واحتلاله من النظام العراقي البائد، ماذا قدمت هذه المحافظات الست في احتفالات هذا الحدث الكبير والذي غير مجرى التاريخ؟! لو اتفقت جميع المحافظات ووضعت خطة للاحتفالات بحيث تحتفل كل محافظة بالتنسيق مع اتحاد الجمعيات التعاونية وبدعم من الجمعيات التعاونية التابعة لمناطق كل محافظة وتتنافس المحافظات الست بطريقة احتفالها مع بعضها البعض، وألا تقتصر هذه الاحتفالات على الزينة والأعلام والعرضة، بل هناك أنشطة كثيرة جدا ومفيدة لجميع فئات المجتمع ولجميع الأعمار وتركز على البرامج التوعوية والتذكيرية التي تتحدث عن معاناة الكويتيين بتلك الفترة والدروس والعبر مما حدث لكي يعرفوا تاريخ بلادهم الذي لم يعاصره الأبناء والأحفاد والأجيال القادمة.

إن تكريم أبناء وأسر شهداء المنطقة بكل محافظة سواء كانوا شهداء الغزو العراقي الغاشم أو شهداء الواجب حق علينا بكل احتفالية بالعيد الوطني وعيد التحرير.

هذا هو دور المحافظات الست واتحاد الجمعيات التعاونية ممثلا بكل جمعية تعاونية بجميع مناطق الكويت ووضع خطة منظمة لهذه الاحتفالات بدلا مما نراه من مظاهر غير منظمة والتي تتكرر سنويا وبنفس الفعاليات.

إن حب الوطن ليس فقط بالأغاني والزينة والعرضة بل هناك الكثير الكثير مما يجب عمله وبالأخص (يوم التحرير) يوم التضحيات والحرية.

نتمنى أن يسعى الإعلام الرسمي إلى ابتكار واستحداث برامج لهاتين المناسبتين تختلف عما تم تقديمه طوال السنوات الماضية سواء في قطاع الأخبار أو البرامج السياسية بدلا من البرامج المتواضعة جدا.

يجب ألا ننسى أيضا شهداء الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الأشقاء العرب ممن قدموا أرواحهم مع إخوانهم الكويتيين فداء لتراب الكويت الغالي في حرب تحريرها.

فهل تمت استضافة أبنائهم وأسرهم وتكريمهم بهذه المناسبة ردا للجميل؟ هم يستحقون ذلك، كما يستحقه من ضحوا بأرواحهم في حرب تحرير الكويت من الدول الصديقة.

مازال لدينا مفقودون في العراق نحتسبهم بإذن الله تعالى شهداء وننتظر وصول رفاتهم ليحتضنهم تراب الوطن الغالي.

***

كلمة أخيرة: نتمنى أن تناط لجنة الاحتفالات بالعيد الوطني وعيد التحرير بالديوان الأميري، وأن نرى في الأعوام القادمة احتفالات تليق بمستوى هذا الحدث الكبير فالكويت تستحق منا الكثير.

حفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل شر ومكروه.

زر الذهاب إلى الأعلى