الغانم: الاستثمار في ثقافة السلام خيار استراتيجي وحيد.. وليس ترفاً أو لغواً أو لهواً

أشاد على هامش افتتاح أعمال المنتدى العالمي الثاني لها بجهود مؤسسة البابطين

النشرة الدولية –

النهار الكويتية –  سميرة فريمش –

أشاد رئيس مالطا جورج فيلا بدور (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) وجهودها في إرساء السلام وتحقيق الأمن الدائم ما يؤكد ريادة الكويت المستمرة في نشر ثقافة السلام.

وأعرب فيلا في كلمته على هامش افتتاحه أعمال المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام بتنظيم من (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) عن شكره العميق للمؤسسة لاختيارها مالطا لعقد هذا المنتدى في لحظات حاسمة يشهدها العالم بتهديد الديموقراطية والتهجم عليها وتهديد وحدة الأراضي والسلام.

وقال: إن قيم السلام السامية التي يعد تحقيقها رسالة هذا المنتدى هي من أعظم القيم التي يحتاجها العالم بصورة ملحة في هذا الوقت العصيب الذي طغت عليه النزاعات المدمرة وتعالت فيه أصوات آلات الحرب.

ولفت إلى أن للحروب تبعات خطيرة وأنها شيء بشع لأنها تجلب الفقر وتدمر الدول وتنتهك حقوق الإنسان مؤكدا سعيه للعمل على تحقيق ونشر السلام والاستقرار.يذكر أن المنتدى يستمر يومين ويضم ثلاث جلسات تهدف إلى إعداد قيادة فعالة لبناء منصة عالمية للسلام العادل متعددة المستويات والوظائف.

 

إلى ذلك قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم: إن الجنوح للسلام والتصالح يجب أن يكون هدفا استراتيجيا وغاية ونهج حياة وطريقة عيش وثقافة لا هدفا تكتيكيا أو ناتجا عن العجز أو كسبا للوقت مبينا أن الاستثمار في ثقافة السلام ليس ترفا أو لغوا أو لهوا بل هو خيار استراتيجي وحيد.

جاء ذلك في كلمة الغانم في المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام الذي تنظمه (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) في مالطا تحت عنوان (القيادة من أجل السلام العادل).

وأكد الغانم الدور المحوري والمفصلي للبرلمانات والبرلمانيين في إشاعة ثقافة السلام وترسيخها مشددا على أهمية الممارسة البرلمانية الرشيدة التي تدفع باتجاه السلم الأهلي والأمن المجتمعي حتى وإن كانت على حساب الخسائر الشخصية.

وقال: بداية أجد لزاما عليَّ أن أتوجه برسالة حب وصدق وعرفان إلى العم الكبير عبدالعزيز سعود البابطين بأن ما تفعله أيها الكريم من نشاطات ثقافية ومنتديات معرفية عالمية أمر مهم جدا.. وثق أننا مسكونون بالعرفان لما تقوم به.

 

وأضاف مخاطبا البابطين إن تجمع تلك القامات السياسية والثقافية من مختلف أقطار العالم وأن تربط تلك النخب الفكرية بقضايا مصيرية عابرة للقارات والأديان والأعراق أمر ليس بالسهل وأعرف أنه يحتاج الى مثابرة وجهد وطاقة كتلك التي تملكها ونحسدك عليها فلك منا جميعا كل الشكر والتقدير.

ودعا الله أن يوفق رئيس المؤسسة فيما يعمله ويسدد خطاه فيما يمضي وأن تبقى (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) منارة وشعلة وقدوة.

وقال الغانم مخاطبا رئيس جمهورية مالطا جورج فيلا الشكر موصول لمالطا الصديقة رئيسا وشعبا وإن رعايتكم واستضافتكم لهذا المنتدى المهم تعكس حرصكم وحرص مالطا على احتضان كل ما من شأنه تجسير الهوات الثقافية بين شعوب الأرض وترسيخ ثقافة السلام والتعايش.

واوضح أن مالطا التي تتربع في قلب البحر المتوسط كانت ومنذ القدم وبالرغم من صغرها مسرحا لمن مر بالمنطقة من أمم وحضارات عريقة من فينيقيين وإغريق ورومان وعرب ونورمان وعشرات الحضارات والثقافات وكانت بحق شاهدة وتجسيدا حقيقيا للتنوع الثقافي الإنساني.

وأشار الى أن العنصرية والتمذهب والتمييز والتحزب الضيق والرغبة في التوسع والنزعات الاستعمارية كلها ثيمات ثقافية وكلها مواد خام أولية تتغذى بنسق ثقافي ممنهج وتكون مآلاتها دائما الاحتراب والتصارع والفوبيات المتبادلة.

 

وأكد أن مفهوم السلام مفهوم ثقافي بالدرجة الأولى قبل أن يكون سياسيا وأن جنوح الإنسان إلى السلام والتصالح لا يجب أن يكون هدفا تكتيكيا ولا يجب أن يكون ناتجا عن عجزك عن الحرب أو كسبا للوقت مبينا أن السلام يجب أن يكون هدفا استراتيجيا وغاية أخيرة ونهج حياة وطريقة عيش وثقافة.

وبين انه لكي يتحقق ذلك فإننا مطالبون دائما بتعزيز ثقافة الوحدة الإنسانية المبنية على احترام التنوع وثقافة التكامل والتعاون بدلا من ثقافة الاستغلال والاختراق والتفوق العرقي والديني.

وشدد الغانم على أن السلام يحتاج إلى هدوء وحكمة ونضج وتعقل وتروي وتقليب الآراء على أكثر من وجه ويحتاج الى خطاب التفهم لا التشكيك وخطاب الوعد لا الوعيد وخطاب المستقبل بكل ما يتطلبه من بعد نظر ومسؤولية وأمانة.

وفي ختام كلمته أعرب الغانم عن شكره مرة أخرى لرئيس مؤسسة البابطين الثقافية الذي يقوم بجهد تنويري مهم وفارق في التعاطي مع قضايا الإنسان الملحة في وقت يمر فيه العالم بصراعات مكلفة إنسانيا جلها كان بالإمكان تفاديها وتحاشيها لو أعطى للعقل فرصة وللحكمة فسحة.

وشهد المنتدى حضورا رفيعا من القيادات السياسية والفكرية العالمية من بينهم رؤساء دول مالطا وألبانيا وكوسوفو ورئيس كرواتيا السابق وعدد من رؤساء البرلمانات في العالم والامين العام لمجلس التعاون الخليجي ومسؤولو عدد من المنظمات الدولية والإقليمية كما شهد المنتدى كلمة متلفزة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

 

بدوره أكد رئيس (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) الشاعر عبدالعزيز البابطين أن جهود المؤسسة تتواصل لتنفيذ مبادرة (ثقافة السلام العادل من أجل أمن أجيال المستقبل)، مبيناً أنه حصل على موافقة واعتماد مكتب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الشأن.

جاء ذلك في كلمة البابطين على هامش انطلاق أعمال المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام العادل الذي يستمر يومين برعاية وحضور رئيس مالطا الدكتور جورج فيلا وعدد من رؤساء الدول والشخصيات السياسية والأكاديمية من مختلف أنحاء العالم من بينهم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم.

وأشار البابطين إلى أن المنتدى الأول الذي أقيم بمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا يعد أولى الخطوات في تعليم ثقافة السلام وحماية التراث الثقافي فقد ركز على العراق واليمن لحماية التراث الثقافي في هذين البلدين وفي جمهورية إفريقيا الوسطى لإحلال السلام.

وأوضح أن المنتدى الذي يقام بعنوان (القيادة من أجل السلام العادل) يكتسب رمزين خاصين الأول هو رمزية المكان جزيرة مالطا والتي ترمز للتعايش بين الشعوب كونها فسيفساء جميلة من الثقافات والحضارات المختلفة فهي مثال يحتذى.

وذكر أن الرمز الثاني هو الإجماع على هدف مشترك نبيل وسام هو سلام عادل يأتي بمشاركة مؤسسات رائدة في العالم في الدورات الثلاث ممثلة برئاسات الجمهوريات والحكومات والبرلمانات والمؤسسات الدولية والمدنية وهي مشاركة رفيعة المستوى توضح أن هناك إجماعا لا مثيل له على ما نقوم به وما نريد تحقيقه.

وشدد على أن مؤسسة البابطين ستواصل عملها بثقة وثبات كبيرين قائلا إنه يجب أن نستيقظ فنحن جميعا مؤمنون بقيم السلام العادلة لكن الإيمان وحده لا يكفي إذا لم نكن مرتبطين بالفعل والبدء بنشر ثقافة السلام العادل وتجفيف منابع الظلم ومن ثم تحقيق الانسجام.

 

ودعا القادة السياسيين وممثلي المؤسسات والخبراء رفيعي المستوى في الهيئات الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني والمفكرين إلى ضرورة إجراء نقاش صادق حول كيفية دفع المجتمع الدولي إلى التعاون بهذه الطريقة لإعداد مشروع (القيادة من أجل السلام) ميثاق عادل وشامل.

وبين أن هذا الامر يتطلب تحفيز جميع الأطراف المعنية على المستويات السياسية والاجتماعية والتعليمية للعمل مؤسسيا وجماعيا كقادة سلام عادل من أجل الأمن المستقبلي للعالم.

Back to top button