عزيزتي حواء … كل عام و أنت … استثنائية و فريدة
بقلم: أ .د. إيمان أنيس
النشرة الدولية –
في عالم يعج بالمتشبهات بكيم كاردشيان الجميلات منهن و مسوخها … اختاري أن تكوني انت الاستثناء الفريد من نوعه … مزيج يجمع بين إنسانية و رقي الليدي دايانا أميرة القلوب و المرأة الفولاذية تلك التي تولد في العواصف فلا تخشى هبوب الرياح … أدركي مواطن قوتك و تميزي بروحك التي تنبض بالمشاعر العذبة و الأحاسيس المرهفة و إن اقتضى الأمر تتحول لروح قتالية مثابرة تواجه الحياة رغم صعوبتها بشدة و تمنح القوة و الإرادة لكل من يرتكز عليها.
فالمرأة المعاصرة يجب أن تتسلح بالقوة الناعمة … فهي و إن كانت نصف المجتمع إلا أنها تلد و تربي النصف الآخر … لذا فهي بحق المجتمع بأكمله سر وجوده و استمراريته و ارتقائه … فيجب عليها أن تكون أنثى جميلة و ذكية فالمرأة الذكية كنز أما الذكية الجميلة قوة قاهرة … قوية واثقة من نفسها بلا غرور … غير مترددة حاسمة في قراراتها تعبر بكل ثقة عن آرائها … تحدد أهدافها بمنتهى الدقة و تسعى حثيثا لتحقيقها … تمتلك إرادة فولاذية تجعل الصخر يتفتت أمامها و لا تلتفت لمن يثنيها عن تحقيق ماتريد … تتسلح بالعلم و المعرفة تتفوق و تتميز و لا تبخل بعلمها على الآخرين … تهتم بتثقيف نفسها فتخوض النقاشات بمنتهى الثقة … تتحلى بكاريزما خاصة تمكنها من التواصل مع فئات المجتمع المختلفة و احترامهم و تقديرهم لها … تتمتع بروح القيادة التي تؤهلها لتقلد المناصب القيادية … توفق بين بيتها و عملها بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر … ترتكز على نفسها في الأساس فلن يستطيع أحد أن يسقطها إلا إذا إتكأت عليه فتتوكل على الله و تستند على نفسها و تكون السند لغيرها … تختار أصدقاءها بعناية و تضع حدودا للتعامل معها و لا تسمح لأحد بالتجاوز أو استغلالها أو التلاعب بمشاعرها … يحسب لها ألف حساب … تعرف متى تتكلم و متى تصمت متى تثور و متى تهدأ … تفرق بين الجرأة و الوقاحة و لا يكسرها سخف مجتمعنا … و لا يطغى عليها أحد … تتسلح بالأخلاق فتستقيم و تتمسك بمبادئها و لا يهمها إن ظهر ظلها للناس مائلا فالكل يرى الناس بعين طبعه … تواجه مشاكلها بصلابة و لا تتعذر بالظروف و لا تلعب دور الضحية و لا تثير الشفقة و لا تلوم أحد … بل تنتفض و تواجه و تحل مشاكلها بنفسها و لا تكسرها التجارب الفاشلة بل تبنيها … فتضمد جراحها بنفسها و لا تسمح للحاقدين برؤية دموعها بل تبتلعها في صمت و تكمل مسيرتها بعزة و كبرياء … و إن أرغمت يوما للرجوع خطوة للوراء لا تيأس فالسهم حين يرجع للوراء ينطلق بقوة للأمام و يصيب الهدف .
و الرجل القوي تجذبه الأنثى القوية – و إن كانت من أصعب النساء – فيقوى بها … فعقلها كالرجال و جسدها مفعم بالأنوثة … عشرينية الروح ثلاثينية الهوى أربعينية النضج خمسينية الهيبة ستينية الزهد … تعلم متى تكون قوية و متى عليها أن تضعف بمحض إرادتها دون سلبية أو عجز … أما الرجل الضعيف فيبحث عن المرأة الضعيفة ليستقوى عليها … هذا و من الرجال من يعشق المرأة لجغرافيتها فقط فيدمره تاريخها !!!