المسيرات .. حرب شوارع!
بقلم: الجازي طارق السنافي

النشرة الدولية –

كعادتنا وككل سنة في تاريخ 25 – 26 فبراير، تبدأ احتفالاتنا الوطنية بسلوكيات سلبية أشبه بحروب الشوارع في البلدان الفقيرة! هدر للماء وتراشق في البالونات، إضافة للمشاكل والقضايا، وترويع العوائل، وإغلاق الطرق، وازدحامات ليس لها «لزمة»، هذه أزمة حقيقية نعيشها كل عام، تكلف الدولة الكثير من المال والجهد، وتضاعف عمل عمال النظافة ورجال الداخلية وتهدر ملايين من جالونات المياه العذبة، إضافة لتسجيل حالات دهس ووفاة أطفال، ومشاكل اجتماعية أخرى.

اتخذت قرارات صارمة في الدول المتطورة، ومنها سنغافورة عام 1992 بمنع علكة المضغ من جميع الأسواق في سنغافورة، وترجع أسباب وضع هذا القانون عام 1983 حين بعث وزير التنمية توصية إلى رئيس الوزراء آنذاك لي كوان يو بمنع مضغ العلكة لما تسببه من تكلفة وجهد أكبر في نظافة الأماكن العامة، حيث كانت العلكة تلصق على صناديق البريد وفي المصاعد أو في ثقوب الأبواب والمواصلات العامة والأرض، الأمر الذي بسببه ارتفعت قيمة أموال الصيانة وتمديد فترة العمل لتنظيفها.

رفض رئيس الوزراء في بادئ الأمر هذا الطلب، ولكن تغير موقفه عام 1987 بعد تدشين المترو الجديد الذي كلف ملايين الدولارات حين تسبب لصق العلكة على الأبواب الأوتوماتيكية في توقف القطارات وتعطيل حركة المسافرين، الأمر الذي دفع الدولة لاعتماد القانون في عام 1992 والذي يحظر استخدام العلكة واستيرادها تحت قيود صارمة، وأمهل التجار فترة محددة جدا للتخلص من مخزونها!

تخيلوا لو يطبق هذا النظام في الكويت، منع استيراد البالونات المائية، ومنع بيع واستيراد رشاشات الماء، وتغريم كل من يبيعها أو يستوردها، سنوفر الجهد، والمال، والماء، والعبث الذي يحصل تحت بند «الاحتفالات الوطنية».

نحن بحاجة الى قرار نافذ، لرجل دولة قوي يستطيع أن يتخذ هذا القرار ويصدره ويطبقه بعيدا عن ضغط التاجر، وضغط المغرد، وضغط الأطفال.

الاحتفالات الوطنية بحاجة إلى تنظيم وترتيب حكومي بالتنسيق مع الجهات التنموية والترفيهية والتاريخية لتعزيز الوطنية وحب الوطن وليس لتدميره، وما نشهده كل عام هو عبث على مرأى ومسمع الجميع!

بالقلم الأحمر: من يصدق أن بلدا صحراويا يفتقر الى المياه العذبة، يقوم فيه الشعب بهدر ملايين الجالونات من المياه بحجة اللعب؟!

 

زر الذهاب إلى الأعلى