معلومات عن استعداد روسيا شن هجوم كيماوي
النشرة الدولية –
قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون، الجمعة، إن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم معلومات استخبارية تفيد بأن روسيا ربما تستعد لاستخدام أسلحة كيماوية ضد الأوكرانيين، بعد فشلها في السيطرة على المدن، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
وأكد المسؤولون أن المعلومات الاستخباراتية، التي رفضوا الإفصاح عنها، أشارت إلى استعدادات محتملة من قبل روسيا لنشر ذخائر كيميائية، وحذروا من أن الكرملين قد يسعى لشن حملة “كاذبة” يحاول فيها إلقاء اللوم على الأوكرانيين أو ربما الحكومات الغربية.
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي زعمت فيه موسكو بأن “أوكرانيا تدير بدعم من الولايات المتحدة مختبرات أسلحة بيولوجية سرية”، وهو ما رفضته واشنطن، ووصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأن “هراء كامل” و”أكاذيب صريحة”.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن كييف أدارت شبكة من 30 مختبرا تجري “تجارب بيولوجية خطيرة للغاية” وتهدف إلى نشر “مسببات الأمراض الفيروسية” من الخفافيش إلى البشر.
وأضاف نيبينزيا باللغة الروسية إن مسببات الأمراض تشمل الطاعون والجمرة الخبيثة والكوليرا وأمراضا قاتلة أخرى، بدون تقديم أي دليل. وتابع أن “تجارب تجرى لدراسة انتشار أمراض خطيرة باستخدام طفيليات نشطة مثل القمل والبراغيث”.
وكانت واشنطن وكييف قد نفيتا وجود مختبرات تهدف إلى إنتاج أسلحة بيولوجية في البلاد.
وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو، خلال الجلسة إن الأمم المتحدة “لا علم لديها بأي برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا”.
أما السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد فقد اتهمت روسيا بأنها تستخدم مجلس الأمن للتفوه “بسلسلة من نظريات المؤامرة الجامحة وغير المسؤولة التي لا أساس لها على الإطلاق”. وقالت “اسمحوا لي بأن أضعها بشكل دبلوماسي: هذا هراء بالكامل. لا يوجد ولو ذرة من الأدلة الموثوقة بأن أوكرانيا لديها برنامج أسلحة بيولوجية”.
من جهتها قالت ليندا توماس-غرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن بلادها ساعدت أوكرانيا في تشغيل مرافق صحة عامة تكشف عن أمراض مثل كوفيد-19. وأوضحت “هذا عمل تم إنجازه بفخر ووضوح وبصورة علنية. هذا العمل يتعلق بحماية صحة الناس ولا علاقة له على الإطلاق بالأسلحة البيولوجية”.
وقالت أوليفيا دالتون، المتحدثة باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، في وقت متأخر من يوم الخميس: “هذا بالضبط هو نوع الخداع الذي حذرنا من أن روسيا قد تلجأ إليه لتبرير هجوم بالأسلحة البيولوجية أو الكيماوية”. لن نسمح لروسيا بالتلاعب بعقول العالم أو استخدام مجلس الأمن كمكان للترويج لمعلوماتها المضللة”.
وأكدت الصحيفة الأميركية أن أي استخدام للغازات السامة في أوكرانيا من شأنه أن ينتهك معاهدة دولية عمرها عقود تحظر هذه الأسلحة، ويمثل منعطفا خطيرا في الهجوم العسكري الروسي المستمر منذ أسبوعين ضد جارتها.
وأشارت إلى أن موسكو، التي كانت تمتلك مخزونات ضخمة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية خلال الحرب الباردة، استخدمت غازات أعصاب محظورة في محاولتي اغتيال على الأقل لمعارضين روسيين في السنوات الثلاث الماضية.
وقال مسؤول أوروبي عن احتمالات هجوم كيماوي روسي “إنه أكثر من مجرد مصدر قلق ملح. من الواضح أنه يوجد تهديد متزايد”.
وأضاف مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي أن روسيا “تعد لهجوم كيماوي أو بأسلحة بيولوجية”.
خلال الحرب الأهلية السورية، قدمت روسيا غطاء دبلوماسيًا ومساعدة لوجستية لبشار الأسد عندما استخدمت قوات الأسد الأسلحة الكيماوية ضد الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة.
تضمنت هذه الأسلحة غازات أعصاب متطورة وفتاكة للغاية، بالإضافة إلى مركبات صناعية عادية مثل الكلور. وفي أسوأ هجوم في أغسطس 2013، تسرب غاز السارين القاتل إلى الأقبية التي تستخدمها العائلات السورية كملاجئ من القنابل، في الغوطة شرق دمش، مما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 1400 شخص.
وغالبًا ما كانت هجمات النظام السوري مصحوبة بمزاعم كاذبة – يكررها المسؤولون الروس مرارًا وتكرارًا – تشير إلى أن المعارضة كانت وراء الهجمات.
ووفقًا لمسؤول الناتو الذي وصف القلق المتزايد بشأن الهجمات الكيماوية المحتملة في أوكرانيا، فإن القلق ينبع من “معلومات استخباراتية جديدة، وكذلك التكتيكات الروسية في الحرب”.
وذكر المسؤول أن هذه التكتيكات تبدأ بقصف مكثف وتدمير للمدن ثم استخدام أسلحة كيماوية لتقل المقاتلين في المخابئ، ثم إنكار ذلك.
وامتنع مسؤولون أميركيون عن التعليق على هذه المعلومات. وقال مسؤول دفاعي كبير إن الحكومة الأوكرانية لم تطلب معدات وقائية للدفاع ضد هجوم كيماوي.