صلاة غوستاف لو بون
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

ولد «غوستاف لو بون عام 1841، وتوفي 1931، وهو‏ طبيب ومؤرخ فرنسي منغمس بالعلوم الإنسانية، سافر كثيرا في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، وكتب في علوم الآثار والانثروبولوجيا، والحضارة الشرقية، ومن أشهر مؤلفاته، حضارة العرب وحضارات الهند، و«الحضارة المصرية» و«حضارة العرب في الأندلس» و«سر تقدم الأمم» و«روح الاجتماع» الذي كان إنجازه الأول.

يعتبر لو بون من أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين امتدحوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية، وخالف أقرانه في آرائه واعتقد بوجود فضلٍ للحضارة الإسلامية على العالم الغربي.

كما أن لديه مؤلفات مؤثرة عن سلوك الجماعة، والثقافة الشعبية، ووسائل التأثير في الجموع، ودقة ملاحظاته جعلته مرجعًا أساسيًّا في علم النفس، ولدى الباحثين في وسائل الإعلام في النصف الأول من القرن العشرين.

كما كانت له إسهاماته في الجدل الذي دار حول المادة والطاقة، وألف كتابه «تطور المواد» الذي حظي بشعبية كبيرة في فرنسا. كما حقق نجاحًا كبيرًا مع كتابه «سيكولوجية الجماهير»، ما منحه سمعة جيدة في الأوساط العلمية، اكتملت مع كتابه الأكثر مبيعًا «الجماهير: دراسة في العقل الجمعي»، وأصبح صالونه الباريسي من أشهر الصالونات الثقافية التي تقام أسبوعيًّا.

يعتقد لو بون، الذي ارتحل في العالم الإسلامي وله فيه مباحث اجتماعية، أن المسلمين هم مَن مدَّنوا أوروبا، ورأى بالتالي أن عليه أن يبعث عصر العرب الذهبي من مرقده، وأن يُبديه للعالم في صورته الحقيقية؛ فألف عام 1884م كتاب «حضارة العرب» جامعًا لعناصر الحضارة العربية وتأثيرها في العالم، وبحث في أسباب عظمتها وانحطاطها وقدمها للعالم تقديم المدين الذي يدين بالفضل للدائن.

***

من أقوال غوستاف:

  • «التشدد في الرأي يغلب على التسامح فيه، لأن الأول مبني على الشعور أو الدين والثاني مبني على العقل».
  • «لا بقاء لحضارة من دون أخلاق، فمهما اشتدت صرامة القانون لتأييد مبادئ الأخلاق، لا تُعد شدتها غلوًا».
  • «إن معرفة فن التأثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها»!
  • «تكاد المخالفة التي يعم ارتكابها، أن تصبح حقًا سائغاً».

أما مقولته التي شدت انتباهي فهي:

«.. الشعوب المتدينة لا تشعر مجاميعها بتأنيب الضمير عندما تقترف أو ترتكب خطأ أخلاقياً أو قانونياً، لأن هؤلاء نشؤوا على مفهوم أن العبادة تمحو الذنوب»!!

وهذا يفسر ظاهرة ارتكاب البعض مخالفات جسيمة، ولكن إيمانهم وقناعاتهم ربما زينت لهم، بأن خطيئتهم مغفورة، وذنبهم مسموح!

لذا تكثر مخالفات ممنوع الوقوف أمام المساجد، وأماكن تقبل العزاء، وغيرها، حيث يتوقف ضمير «البعض» فجأة عن تأنيبهم! كما يستغربون، او يحتجون إن قام أحد بلفت نظرهم لمخالفتهم وتعطيلهم مصالح الغير!

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى