عبرة شارع
بقلم: د. نرمين الحوطي
النشرة الدولية –
«عبرة شارع» مسلسل قدم في رمضان 2018 من تأليف د ..حمد الرومي، وبعيدا عن طاقم العمل الدرامي، سطورنا هذه لم تكتب لتحليل العمل الدرامي من حيث الأداء المتميز لجميع أفراد الطاقم الفني، ولا نقصد أيضا تسليط الضوء على الإخراج المتميز لهذا المسلسل.. ولكن مقالنا اليوم يسلط الضوء على نهاية هذا العمل كما أرادها المؤلف بقرع ناقوس الخطر من خلال الحلقات الخمس التي ختم بها ذلك العمل حول قضية العمالة الهامشية وغير النظامية، وهي باعتقادي الرسالة التي أراد المؤلف توصيلها للمشاهد وللدولة أيضا!
نعم جرس إنذار بشأن الخطر الذي قد يحيق بالكثيرين منا في عالم لم نكن نعرف عنه الكثير سابقا! أما اليوم فنرى مخرجاته ونتعايش معها! لأننا كنا بالأمس نلاحظها، واليوم أصبحت واقعا معنا!
خمس حلقات نقل مؤلفنا الأحداث خلالها عبر التصوير الدقيق لحياة تلك الفئة التي يعيش الكثيرون منهم خارج القانون، فاستخدم شخصية الراوي المتمثلة في شخصية خادمة كانت تعمل عند سعاد عبدالله حيث تحكي لها فوق السطح عن الشخصيات «الخارجة عن القانون» وهي تمر أمامهم، وذلك عندما لجأت إليها سعاد عبدالله حينما كانت الشرطة تطاردها! وها هي اليوم تمكث عندها أياما قليلة تعايشت عبرها مع واقع «عبرة شارع» إلى أن أصبحت تحمل الكثير من صفات ذلك المجتمع، وكيف أنها تطبعت في النهاية بطباعهم إلى أن كتبت النهاية، وقامت بقتل من يقوم بتهديدها، وكيف أصبحت من ذلك الشارع!
«عبرة شارع».. بمنزلة جرس إنذار يدق ناقوس الخطر ومازال صوته عاليا في العديد من المسلسلات، كما الكثير من أصحاب الأقلام الإعلامية والصحافية كتبوا وناشدوا عبر الصحافة لإنذار القائمين على أمن الوطن من خطورة «عبرة الشارع» إلى أن أتى اليوم الذي أصبحنا فيه لا نعبر الشارع! فالشوارع صارت متماثلة ومتشابهة!
سطورنا لا تقتصر على هؤلاء ممن كانوا يمكثون بالأمس على الهامش ويشكلون خطرا على المجتمع، لأنهم اليوم أصبح العديد منهم يمكثون في شوارعنا. وعبر حروفنا هذه نناشد من خلال إضاءتنا التركيز أكثر على «تجار الإقامات»، فالقضية لا تقتصر على من يمكثون فيما نشاهده في «عبرة الشارع» ولكن قضيتنا اليوم تسليط الضوء على من أتى بهم ليسكنوا في تلك الأماكن وتأثير ذلك على مجتمعنا.
٭ مسك الختام: حان الوقت لأن تصدر قوانين جازمة بحق تجار الإقامات وليس فقط تغيير التركيبة السكانية، بل التركيبة العمالية للعديد من الشركات الوهمية.. والله من وراء القصد.