“الإنحياز” وعدمُ الإنحياز!!
بقلم: صالح القلاب

النشرة الدولية –

لا يمكن إلّا أنْ يكون إنحيازاً، إنْ في هذا الإتجاه أو ذاك، عندما يكون النزاع المحتدم الآن بين روسيا الإتحادية ومن معها وبين التحالف الغربي، حلف شمالي الأطلسي ومن معه، وحقيقةً أنّ بعض العرب يجدون أنفسهم في حيرةٍ كاملةٍ إنْ بالنسبة إلى إمّا هنا وإمّا هناك؛ فروسيا، عندما كان هناك الإتحاد السوفياتي، والآن أيضاً من المعروف أنها “منحازة” إنحيازاً كاملاً إلى أهم القضايا العربية وهي القضية الفلسطينية وأنها ليست كالآخرين المعروفين الذين يتحدثون عن الحياد وهم ينحازون إنحيازاً كاملاً ضد العرب وضد قضيتهم.. قضية فلسطين التي من المفترض أنه لا أهم منها قضية!!.

الآن هناك روسيا ومن معها وأهمهم لا بل في مقدمتهم الصين الدولة التي تساند وتقف إلى جانب القضايا العربية الرئيسية والأساسية كلها، وبالطبع فإنّ أهمها حتى الآن القضية الفلسطينية، وحيث أنّ هناك الذين يضعون رجلاً في الفلاحة ورجلاً في البور، كما يقول فلاحو بلاد الشام، والذين يعْدون مع الذئب.. ويجفلون مع الغنم.

لقد باتت المواقف واضحة ومعروفة.. ففي هذا الجانب فلاديمير بوتين وروسيا الإتحادية والصين (الشعبية) والعديد من دول العالم الثالث وكل القوى والأحزاب التي توصف بأنها يسارية.. والمفترض إن ليس كل فمعظم الدول العربية. وفي الجانب الآخر عربياًّ الذين كما قلنا يعْدون مع الذئب ويجفلون مع الأغنام وهذه مسألة معروفة.. وهي قديمة.. وحيث أنه كان هناك فرزٌ تعسفيٌ بين بعض العرب وبعض العرب الآخرين.. وعلى أساس أنّ هناك من مع الشرق اليساري والشيوعي وهذا مقابل أن هناك من هو مع الغرب الرأسمالي.. الذي لا تزال على رأسه الولايات المتحدة.. ودول أخرى من بينها “حبيبتنا” بريطانيا العظمى.

لقد كان هذا الشرق، الذي كان على رأسه صين ماوتسي تونغ وبالطبع والإتحاد السوفياتي وكل دول أوروبا الشرقية، ينحاز إنحيازاً كاملاً إلى العرب في حروبهم مع إسرائيل، العدو الصهيوني، وكان الذين كانوا قد إستعمروا بلداننا ومزقوا أوطاننا إما متفرجون وإما منحازون إعلامياًّ وسياسياًّ في الإتجاه الآخر!!.

وهكذا فإنه غير مطلوب.. إطلاقاً أن يدير العرب إنْ ليس كلهم فبعضهم ظهورهم إلى العالم الآخر الذي لنا معه وله معنا مصالح رئيسية وإستراتيجية كثيرة، والمطلوب هو أن لا تكون هناك إدارة ظهر لروسيا الإتحادية التي هي الوريث الفعلي والحقيقي للإتحاد السوفياتي ومعها الصين بالطبع وكوريا الشمالية فهذه دول رئيسية.. فاعلة وأساسية، ولذلك فإنه غير جائز أنّ “تجرنا” منظومة حلف شمالي الأطلسي إلى خنادقها وبحجة أننا يجب أن لا نكون إلّا مع عدم الإنحياز!!.

 

زر الذهاب إلى الأعلى