في لبنان…. إرتفاع في نسب الطلاق وتراجع في نسب الزواج!

النشرة الدولية –

لبنان 24 – نايلة عازار –

على عكس ما يظن البعض، فإن الأزمة الاقتصادية التي ترخي بثقلها على الواقع العام في البلاد، خلفت وراءها الكثير من المشكلات والازمات الإجتماعية، وتغييراً كبيراً في الأرقام والإحصاءات، لا سيما لناحية الزواج والطلاق وإنجاب الأولاد.

وعلى الرغم من أن قضايا الزواج والولادات والطلاق في لبنان ، يشوبها الغموض في ما يخص النسب الحالية الحقيقية، نتيجة التكتم الشديد لدى المراجع الدينية المعنية بالموضوع، إلا أن الأمر يعود أيضاً إلى التأخير في تسجيل الزواج أو الطلاق في الدوائر الرسمية، ما يصعب عملية الإحصاء أو الحصول على أرقام دقيقة.

وفي هذا السياق فإن  “الدولية للمعلومات”،  نشرت تقريرًا أشارت فيه إلى أن” عقود الزواج المصرّح عنها لدى المديريّة العامّة للأحوال الشخصيّة سجّلت تراجعاً في العقد الأخير (2012-2022)، وفي المقابل، ارتفع عدد عقود الطلاق في الفترة عينها”.

وبحسب التقرير ، يظهر احتساب المتوسّط السنويّ للفترة المذكورة، أنّ عقود الزواج تراجعت بنسبة 1.89%، في حين ارتفعت نسبة عقود الطلاق، وبلغت 2.78%”.

أسباب تراجع الزواج
هناك العديد من الأسباب التي تقف خلف هذه الأرقام وهذا التراجع الكبير نسبياً، فإضافة إلى أن الوضع الحالي ، يشهد نسبةً غير مسبوقة في تاريخ لبنان الحديث في هجرة الفئة الشابة، اضافة الى الأزمة الإقتصادية الكبيرة ، والمجهول الذي يواجهه اللبنانيون وعدم القدرة النهائية عند أي شاب على تأمين المنزل، نظراً لغياب السيولة والقروض، وتراجع فرص العمل، وفق ما يؤكد الدكتور في علم النفس التربوي أحمد العويني.

العويني وفي حديث عبر “لبنان 24” يشدد على أن العامل الإقتصادي هو العامل الأبرز اليوم الذي يتحكم بالصحة النفسية للمواطن، ويدفعه إلى التفكير أكثر فأكثر بموضوع الزواج والإرتباط.

وفي هذا الإطار، تشير المعلومات إلى أن التأخر في الزواج، سيؤدي حتماً إلى التأخر في الإنجاب، أو حتى عدم القدرة على الإنجاب بسبب العمر، ما سيؤدي حتماً في السنوات المقبلة إلى تغيير في ديمغرافية البلد.

الطلاق له أسباب أخرى
في المقابل، يعتبر الدكتور العويني أن للطلاق أسباباً أخرى أبعد من الأسباب الإقتصادية، على الرغم من أنها قد تشكل عاملاً أساسياً في القرار، ويشير الى أن ظاهرة الطلاق ، ليست بجديدة في لبنان، ولكنها في حال من الإرتفاع الدائم لا سيما في السنوات الماضية، وهذا يعود لسبب أساسي هو تحرر المرأة وزيادة الوعي لديها حول الخيارات في الحياة، والتأكد من أن هناك العديد من البدائل عن الزوج، وتغليب شعورها وإحساسها وكرامتها والإضاءة على التعنيف . كما ان الوعي الجماعي لدى المرأة قد يكون واحداً من أسباب الطلاق، وأكثرها شيوعاً، خصوصاً وأن النسب الأكبر من حالات  الطلاق تكون نتيجة قرار من المرأة، في حين أن النسب عند الرجال هي ذاتها.

وعن الوسائل  التي ينصح بها لتجنب الطلاق، أكد العويني أنه ليس هناك وصفة يمكن أن تطبق بنسبة 100% إلا أن الزواج الناجح هو نتيجة  فترة طويلة من المعاشرة قبل الزواج، بعيداً عن ضغوطات المجتمع، والسماح للرجل والمرأة بالتعاطي مع بعضهم على راحتهم من دون قفازات.

إذاً، نحن أمام مرحلة صعبة في السنوات المقبلة، قد تكون خطيرة على مستقبل لبنان، وتجعل مجتمعه مجتمعاً هرماً بعدما “صدّر” خيرة شبابه إلى الخارج، وسمح للدول الغربية بالإستفادة من أدمغتهم .

 

زر الذهاب إلى الأعلى